الثلاثاء، 22 يوليو 2014

هل ليلة ٢٧ رمضان يتفق عليها الفقهاء أنها هي ليلة القدر؟!.

فضيلة الشيخ: هل ليلة ٢٧ رمضان يتفق عليها  الفقهاء أنها هي ليلة القدر؟!.
وإن لم يثبت كذالك فلماذا يجتهد كل العالم الاسلامي فيها بالذات؟!

الجواب:
لم يتفق العلماء في تعيين ليلة القدر بل اختلفوا فيها على أقوال كثيرة حتى أوصلها الحافظ ابن حجر في [الفتح ] إلى ستة وأربعين قولا.
والسبب في ذلك ورود الأحاديث المختلفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديدها
وتعارض الأثار عن الصحابة رضي الله عنهم في تعيينها.

والقول الأقوى أنّها في الوتر من العشر الأواخر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) أخرجه البخاري ومسلم.

والأقرب إلى الدليل، أن ليلة القدر تنتقل، وليست ثابتة في ليلة محدّدة من كل عام، فهي بهذا مجهولة لا معلومة، وقد أخفى الله وقتها، لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَدَعوا العمل والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، وبذلك يحصل الاجتهاد في ليالي الشهر، حتى يدركها الإنسان.
كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليكثروا من الدعاء في اليوم كلّه.
وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء الحسنى لكي يدعوا بها جميعا فلا يهجر منها شيء{قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}
وحجب رضاه في الطّاعات ليجتهدوا في جميعها.
كما قال صلى الله عليه وسلم:(أعملوا فكل ميسر لما خلق له).
وأخفى الأجل وقيام السّاعة ليجدّ النّاس في العمل.

فعلى المؤمن أن يجتهد في العشر كلها لأنّه قد يكون حساب الشهر عندنا يختلف فتكون ليلة 27 عندنا هي 28

وأما اجتهاد الناس في ليلة 27 دون بقية الليالي.
فلكونها من آكد الليالي وأرجاها .
وهو مذهب أكثر أهل العلم
وقول جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
ومنهم ابن عبّاس وأنس بن مالك
وبه جزم أبي كعب، وكان يحلف فيقول في ليلة القدر:"والله إني لأعلمها،وأكبر علمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين".

لكن كونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب وليس دائما،فقد تكون أحيانا ليلة خمس وعشرين ،وقد تكون ليلة تسع وعشرين.
لقوله صلى الله عليه وسلم:
(التمسوها في العشر الأواخر من رمضان،التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة).
أخرجه البخاري ومسلم.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق