الأربعاء، 16 يوليو 2014

توجيه القرآة الآخرى ل{حتى يلج الجمل}

عفواً شيخنا
لكن الإمام الطبري أشار في تفسيره في دلالة القراءة الأخرى (الجُمَّل) إلى أنه الحبل الغليظ المستعمل في السفن.
لا يخفاك أخي الحبيب
أن الإمام الطبري يورد جميع ما ورد في الآية بسنده على قاعدة:
[من أسند إليك فقد أحالك]
فلا يعني ذلك أن ما ذكره صحيح
وأنه معتبر عنده فضلا أن يقول به

بل إن القرآءات التي يذكرها ليست كلها معتبرة وتنطبق عليها شروط القبول
وفي هذه الآية قال رحمه الله بعد ذكر القرآءة الأخرى:" القراءة المستفيضة في قراء الأمصار وغير جائز مخالفة ما جاءت به الحجة متفقة عليه من القراء وكذلك ذلك في فتح السين في قوله سم الخياط
وإذ كان الصواب من القراءة ذلك فتأويل الكلام ولا يدخلون الجنة حتى يلج والولوج الدخول من قولهم ولج فلان الدار يلج ولوجا بمعنى دخل الجمل في سم الإبرة وهو ثقبها."

وقال ابن كثير رحمه الله :"وقوله تعالى:{ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}
هكذا قرأه الجمهور وفسروه بأنه البعير قال ابن مسعود هو الجمل بن الناقة وفي رواية زوج الناقة وقال الحسن البصري حتى يدخل البعير في خرق الإبرة وكذا قال أبو العالية والضحاك وكذا روى علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس".
ولا يخفاك أن تفسير الصحابة أولى من تفسير غيرهم
فحبر الأمة وترجمان القرآن قال في تفسر:{حتى يلج الجمل }
قال:" ذو القوائم".
وابن مسعود: لما سئل عن معنى الجمل في هذه الآية
قال:"هو زوج الناقة ".
كأنه استجهل من سأله عما يعرفه الناس جميعا.

هذا كله يبن لنا أن المعنى المتبادر والظاهر هو المقصود من {الجمل}
فلا يحتاج للتقعر في دهاليز الفهم
واقتحام المعني البعيد.
والله يقول جل في علاه :
{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}
{فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون}
والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق