سؤال:
هل يجوز دفع الزكاة والصدقة للكافر؟
الجواب:
لا يجوز إعطاء فقراء الكفار من الزكاة ودليل ذلك قوله ﷺ لما أرسل معاذ ابن جبل رضي الله عنه إلى اليمن:(فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم).
[رواه البخاري ومسلم]
فالضمير في: (فقرائهم)
يعود لفقراء المسلمين.
فالزكاة لا تعطى إلا للمسلمين
ولا تصرف إلا في مصارفها الثمانية المذكورة في آية الزكاة:{إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}.
وعليه فلا تحل لكافر إلا إذا كان مؤلفا لقولهﷻ:{والمؤلفة قلوبهم}.
فيعطى تأليفا لقلبه ورجاء إسلامه
وأما الصدقة - غير المفروضة -
فتجوز للفقراء من غير المسلمين.
بشرط : ألا يكون من المحاربين.
لقولهﷻ:{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}.
وكما في حديث أسماء قالت: يا رسول الله،إن أمي قدمت عليّ راغبة
[ أي:راغبة عن الإسلام كارهة له، طامعة في بِّر ابنتها ومكافآتها ورفدها]
وهي مشركة ،
أفأصلها؟
قال: (صلي أمك).
ولقوله ﷻ في صفة عباده الأبرار:{ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.
قال ابن جريج:"لم يكن الأسير يومئذ إلا من المشركين ".
وقوله ﷻ:{إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا}
فيه دليل على أن الإطعام والصدقة، فعل حسن يرجى ثوابه.
وإن كانت على كافر.
وثبت عائشة رضي الله عنها :
" أن امرأة يهودية سألتها فأعطتها"
وتتأكد الصدقة لمن يرجى بعطائه إسلامه.
فكم من العمال من أسلم لما رأى لين المعاملة والإحسان من كفلائهم.
وأحسن الشاعر حين قال:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
و مع ذلك فصرف الصدقة إلى فقراء المسلمين أفضل وأولى؛ لأن فيه إعانة لهم على طاعة الله ﷻ.
وعونا لهم ولأهليهم على أمور دينهم ودنياهم.
وفيه يتحقق ترابط المسلمين.
وخصوصا أن فقراء المسلمين اليوم كثير ومصابهم عظيم .
والله المستعان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق