شيخ: انا بمصيبه وارجوك اساعدني وتقولي شنو اسوي انا حرمة متزوجة وقص علي الشيطان وصرت اخون زوجي وقرر زوجي اني احمل بعد ما خلصت من الدورة جامعت زوجي كذا مره وقبل نزول الدورة بي عشرة أيام زنيت مع عشقي بس مااحصل شي داخلي كله خارج الرحم وبعد ذلك تأخرت ع الدورة يومين عملت تحليل وانا الحين حامل مااعرف شنو اسوي ابي أتوب ابي أبعد عن الحرام واخاف ع اهلي من الفضيحة هل أنزل الجنين توااا كملت شهر ولا اخليه مااعرف شنو اسوي والحين قطعت علاقتي بأي حد وكله أصلي وأبي أتوب وخايفه ومااعرف كيف أتصرف واخاف الله يعاقبنبي أرجوك يا شيخ ساعدني
فكان الجواب:
وقوع امرأة ذات زوج في فاحشة الزنا إجرام وخيانة منها في حقّ الله تعالى وحق زوجها الغافل
وإساءة بالغة في حق اسرتها وجريمة نكراء في حق نفسها وأهلها
واللهﷻ يقول:{يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}
ويا لله كيف تسمح عاقلة لنفسها أن تترك المباح الذي أحله الله لها وتقترف تلك القاذورات المحرمة
مع فاجر فاسد وتخون زوجها وأهلها؟!
قال تعالى{الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين}
وحرمة الزّنا معلومة بالضَّرورة من ديننا
ولذا كان حدّ الزنى أشد الحدود، لأنه جناية على الأعراض والأنساب، وهو من أعظمِ الذّنوب وأفظعها ومن أكبر الكبائر، ومرتكبه متوعد بعقاب أليم؛ وقد قرَن الله ﷻ الوعيدَ عليه بالوعيد على الشرك وقتل النَّفس، فقال سبحانه في صفات عباد:{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما}
فهي من أفحش الذنوب التي تجلب غضب الله، وقد حذر الله منه فقال ﷻ :{ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا}.
ولخطورة الزنا أنه يسلب فاعله اسم المؤمن كما قال ﷺ:(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)
وقال ﷺ:(إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان كان عليه كالظلة فإذا انقطع رجع إليه الإيمان).
ويكسب مرتكبه أخنع الصفات قال ﷻ:{الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين}
ويفارقه الطيب الذي وصف الله به أهل العفاف:{الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات..}
في حديث المِعراج أن النبي ﷺ: (رأى رجالا ونساء عُراة على بناءٍ شبه التنّور، أسفله واسع، وأعلاه ضيّق، يوقَد عليهم بنارٍ من تَحتِه، فإذا أوقدت النَّار ارْتَفعوا وصاحوا، فإذا خَبَتْ عادوا، فلمَّا سأل عنهم؟
أُخْبِر أنَّهم هم الزّناة والزَّواني).
هذا عذابهم في البرزخ حتَّى تقوم السَّاعة - نسأل الله العافية-
فهل يمكن للعاقل أن يَستهين بذنب هذه عقوبته في الدنيا والآخرة.
فالزنا وإن كان ذنبا عظيما وجرما شنيعا ومحرما على كل حال؛ إلا أنه من المرأة أشد حرمة وأعظم جرما منه من الرجل، وحصوله من امرأة متزوّجة -قد كفاها الله تعالى بالحلال عن الحرام؛ عن ارتكاب الفاحشة وهي محصنة- أكبر إثما من امرأة لا زوج لها.
فزنى المرأة المتزوجة أشد إثما من زنا غيرها
ولا سيما إذا حملت المرأة من الزنا فأفسدت فراش زوجها ودنست عرضه كان أشنع وأقبح لأنها تدخل على زوجها من النسل من ليس منه.
فما أعظم هذا الجرم !
وما أشد هذا الإثم !
ولتعلمي أنك قد جمعتِ بين كبيرتين:
الأولى:كبيرة الزّنا وحده للمحصن هو الرجم بالحجارة حتَّى الموت
قال الله ﷻ :{الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} وقال ﷺ:( وعلى الثَّيّب الرَّجم).
فالزاني المحصن يستحق الرجم حتى الموت ، وليس في الحدود ما هو أعظم من هذا ؛ وذلك لقبح هذه الجريمة وشناعتها
والكبيرة الثانية: خيانة زوجك الغافل الواثق بكِ وهتك عرضه
قال الله ﷻ: {وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا}
وقالﷺ:(إن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه).
وقال رسول الله ﷺ:(إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاء عِنْدَ اسْتِهِ [أي :دبره]
يقال:َ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ)
أي: يفضح أمام جميع الناس يوم القيامة.
وتريدين الآن أن تضيفي لها كبيرة ثالثة وهي: قتل نفس معصومة من خلال إجهاضك لحملك
فما ذكرتيه من التفكير في التخلص من الحمل بالإجهاض إنما هو من تسويل الشيطان الذي يريد أن يوقعك في جريمة أكبر، وإثم أشد مما وقعتي فيه، فإن قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر، قالﷺ:(لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما).
قال الإمام أحمد:"لا أعلم بعد القتل ذنبا أعظم من الزنى".
فما ذنب الجنين والله يقول:{ولا تزر وازرة وزر أخرى}
{وإذا الموءودة سئلت،بأي ذنب قتلت}
فلذنبك آثار عظيمة ينبغي تحملها
ولا بد لمن يخالف شرع الله تعالى أن يتحمل تبعات معصيته.
ولعل جنينك يكون من زوجك ويكون بك بارا
ويتوب الله عليك بسبب حسن تربيته
وتتحسن علاقتك بزوجك بفضل الله
بولادته.
ومع عظم هذا الذنب ، وقبح هذه المعصية إلا أن الله تعالى فتح باب التوبة لمن تاب ، ووعد من صدق في توبته أن يبدل سيئاته حسنات .
قال الله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}
وقال ﷺ:( التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
أما من أصر على الزنى ولم يتب منه فقد ثبت في حقه أنواع من العقوبات في الدنيا ، وفي القبر ، وفي الآخرة.
قال ابن القيم في موجبات وآثار معصية الزنى:"ضيقة الصدر وحرجه ؛ فإن الزناة يعاملون بضد قصدهم ، فإن مَن طلب لذة العيش وطيبه بما حرمه الله عليه : عاقبه بنقيض قصده ، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته ، ولم يجعل الله معصيته سبباً إلى خيرٍ قط ،..أن الزنى يُجرئه على معاصى أخرى
فهذه المعصية لا تتم إلا بأنواع من المعاصي قبلها ومعها ، ويتولد عنها أنواع أخر من المعاصي بعدها ، فهي محفوفة بجندٍ من المعاصي قبلها وجند بعدها ، وهي أجلب شيءٍ لشرِّ الدنيا والآخرة..
وإذا علقت بالعبد فوقع في حبائلها وأشراكها : عز على الناصحين استنقاذه، وأعيى الأطباء دواؤه".
لذا قال الله في شأن الزنا:{إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا}.
وأعلمي أنك إذا تبتي فإن الله ﷻ يتوب عليك ويتجاوز عنك قال ﷻ بعد ذكر الوعيد لأهل الزنا:{إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}
فالله ﷻ يقبل توبة التائب:{وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}
فمهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة
بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات
يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر أعظم الأشياء في جنب عفو الله يصغر
والتوبة النصوح تكون:
بالإقلاع عن الذنب
والندم على فعله
والعزم على عدم العود إليه
كما قالﷻ:{والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
واعلمي أن من صدق التوبة أن تجتنبي أسباب المعصية والطرق الموصلة إليها
فاجتهدي في سد أبواب الفتن واحذري من استدراج الشيطان واتباع خطواته، واعلمي أنك وقعت فيما وقعت فيه لتفريطك وتهاونك في حدود الله في شأن التعامل مع الرجال
فعليك أن تقفي عند حدود الله فتغضي بصرك عن الحرام وتجتنبي التواصل فضلا عن الخلوة بالرجال
فمن تمام توبتك وتحقيقها أن تبتعدي كل البعد عن كل ما يؤدي للزنى
لأن الله إذا حرم شيئا حرم الطرق الموصلة إليه، فحرم الزنا وما يؤدي إليه من خلوة بالأجنبي والنظر إليه والتحدث معه لغير حاجة، وأمر بالحجاب وعدم الخضوع بالقول ونحو ذلك من الأحكام الشرعية التي تحدد علاقة المرأة بالرجل الأجنبي،والتي من تعداها غالبا ما يقع في الفاحشة لا سيما في هذه الأزمان البائس أهلها.
والذي كثر فيه ممن قال الله فيهم
{فيطمع الذي في قلبه مرض}
فما وقعتي فيه كان سببه الحديث مع هذا الرجل الأجنبي
ثم تتابعت خطوات الشيطان حتى أوقعك فيما وقعت فيه من الفاحشة
ومن هنا نعلم الحكمة في قوله تعالى:{ولا تقربوا الزنى}
فهو تعالى لم ينه عن الزنى فحسب بل نهى عن قربانه والمقصود به النهي عن تعاطي أسبابه المؤدية إليه.
ولتبحثي عن صحبة أهل الخير، مع الحرص على القيام بالواجبات الشرعية وشغل النفس بالطاعات مع الإكثار من نوافل العبادات فإن ذلك مما يطمئِن القلب ويصرِفه عن دواعي الشر قال تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
والواجب عليك الستر على نفسك وعدم إخبار أحد بذلك لا قريب ولا بعيد حتى زوجك؛ فالله تعالى ستّير يحب أن يستر على عباده، ويحب من عباده أن يستر بعضهم على بعض
قال ﷺ:(اجتنبوا هذه القاذورة [يعني: المعاصي] .
التي نهى الله عز وجل عنها ، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله،فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله)
[أي:الحد الشرعي]
فاستري على نفسك ولا تجاهري بالذنب قالﷺ:(كل أمتي معافى إلا المجاهرين ،وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا كذا
وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه).
قالﷺ:(إن الله عز وجل حليـم، حيي، سِتِّير، يحب الحياء والستر)
قال ابن القيم في النونية:
وهو الحيي فليس يفضح عبده
عند التجاهر منه بالعصيان
لكنه يلقي عليه ستره
فهو الستير وصاحب الغفران
و من مقتضى اسم الله [ الستّير ]
ومن سعة ستر الله سبحانه أنه لا يهتك ستر عبده عند أول ذنب
جيء بسارق لعمر بن الخطاب
فأخذ يستعطفه
ويقول: والله هذه أول مرة اسرق.
فقال عمر :كذبت والله
ما كان الله ليفضحك من أول مرة.
فالفضيحة قد تقع من الإنسان نفسه، وقد تقع من غيره، والشيطان يحب الفضيحة ويسعى إليها.
وأنصحك أختي بقرآءة كتاب [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي] لابن القيم.
ففيه فوائد كثيرة
أسأل الله تعالى لك العافية في دينك ودنياك وتدارك نفسك قبل لقاء ربك . وأن يستر عليك ،وأن يغفر لك ، وأن يعينك على تحقيق التوبة الصادقة
والله الهادي إلى سواء السبيل .
واين شرط الإ ستسماح والإ ستحلا ل يا شيخ اتريدون قول ان الله تبارك و تعالى يهضم ويقضي على حقوق الزوج المحصن المصون بمجرد توبت الزوجة الزانية؟
ردحذفاين الرد هنا
حذف