قال الفِرَبْرِيُّ عن شيخه الإمام البخاري رحمه الله:
"أملى يومًا عليَّ حديثًا كثيرًا، فخاف مَلالي؛ فقال:
طِبْ نفسًا؛ فإن أهل الملاهي في ملاهيهم، وأهل الصناعات في صناعتهم، والتجار في تجاراتهم، وأنت مع النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه".
📚سير اعلام النبلاء 12 / 445
بلغ من شدَّة وَرَعِ الإمام البخاري، أن ابنه أرسل إليه بضاعةً، فطلبها بعض التجار بربح خمسة آلاف درهم؛ فقال:
"انصرفوا الليلة"؛
فجاءه من الغد تجارٌ آخَرون، وطلبوها بربح عشرة آلاف؛
فقال: إني نويتُ أن أبيعها للذين أتوا البارحة، ولا أحبُّ أن أغيِّر نيَّتي".
📚تاريخ بغداد 2 /11
كانت أمُّ الإمام البخاري كثيرة العبادة والدعاء، وقد أكرمها الله وابنها بكرامةٍ عجيبة؛ ذلك أن ابنها محمدًا ذهبت عيناه في صغره، فرأت والدته الخليلَ ابراهيمَ في المنام؛ فقال لها:
"يا هذه، قد ردَّ الله على ابنكِ بصَره بكثرة دعائكِ. فأصبح وقد رَدَّ الله عليه بصره".
📕شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 9 / 290
قال محمد بن يوسف:
"كنتُ مع البخاري بمنزله ذات ليلة، فأحصيتُ عليه أنه قام وأسرج؛ يستذكر أشياء يعلِّقها في ليلةٍ ثماني عشرة مرة"!
.
📚تهذيب الكمال 3/ 1170
من دقيق محاسبة الإمام البخاري لنفسه، أنه قال يومًا لأبي معشر الضرير:
"اجعلني في حلٍّ يا أبا معشر.
فقال: من أيِّ شيءٍ؟
قال: رويتُ يومًا حديثًا، فنظرت إليكَ وقد أعجبتَ به، وأنت تحرِّك رأسَك ويدَك؛ فتبسَّمتُ من ذلك.
قال: أنت في حلٍّ، رحمك الله يا أبا عبدالله".
📚سير أعلام النبلاء 12 / 444
قال يحيى بنُ جعفرٍ البِيكَنْدِي:
"لو قدرتُ أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت؛ فإن موتي يكون موت رجلٍ واحدٍ، وموته ذهابُ العلم".
📚تاريخ بغداد 2 / 12
كان والدُ البخاري متورِّعًا عن الحرام.
وجميع ما خلَّفه لأهله كان مالاً حلالاً، لا شبهة فيه ولا حرام؛ فقد قال عند موته:
"لا أعلم من مالي درهمًا من حرام، ولا درهمًا من شبهة".
📚تاريخ الإسلام 18 /239.
💧رحم الله إمامنا البخاري ورحم والديه..
اللهم اهدنا وأصلحنا واهد وأصلح ذرياتنا واحشرنا مع النبيين والصالحين وحملة الدين الذابّين عنه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق