الأحد، 17 أغسطس 2014

هل يجوز جمع الصلاة طوال فترة السفر؟!

سؤال: هل يجوز جمع صلاة العشاء مع المغرب طوال فترة السفر  في بلد كاسكوتلندا ؟!
حيث تكون صلاة العشاء الساعه ١٢:٣٠
وصلاة المغرب في العاشره تقريباً
أرجو الإفاده وجزاك الله خير الجزاء

الجواب:
المسافر ما لم ينو الاستيطان أو الإقامة المطلقة فإن أحكام السفر لا تزال منسحبة عليه نوى إقامة أربعة أيام  أو أكثر.
وذلك لعموم الأدلة الدالة على ثبوت الرخصة للمسافر بدون تحديد.

إذ لم يرد تحديد من الله تعالى ولا رسوله للمدة التي ينقطع حكم السفر بها.
فهو في حكم المسافر يجوز له القصر والجمع
بدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقام مددا مختلفة يقصر فيها، فأقام في تبوك عشرين يوما يقصر الصلاة
أخرجه الإمام أحمد وأبو داود.

وأقام في مكة عام الفتح تسعة عشر يوما يقصر الصلاة.
أخرجه البخاري.

ومن جاز له القصر جاز له الجمع بين مشتركتي الوقت: [الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء]

ولو كان نازلا بدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع في غزوة تبوك وهو نازل.
رواه الإمام أحمد وأبو داود

وعليه فمن كان في حكم المسافر جاز له القصر والجمع.
ثم إن الجمع يمكن للمقيم عند المشقة
كمن يقيم في بلاد يتأخر فيها وقت العشاء إلى منتصف الليل
ويشق على المكلف الانتظار
ولما كانت الشريعة مبناها على التيسير، ورفع الحرج فإنه يشرع لمن يعيشون في هذه البلدان
جمع صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم
دفعا للحرج والمشقة ، المرفوعة عن الأمة بنص القرآن
قال تعالى : (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ) ،
وقال جل في علاه: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).

ولما ثبت من حديث ابن عباس في صحيح مسلم:(أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا مطر)
قيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟!
[ أي: ما علة هذا الجمع]
قال: أراد ألا يحرج أمته).
[ أي:لا يلحقها الحرج بترك الجمع].
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق