الأحد، 3 أغسطس 2014

حكى أن ملك من الملوك أراد أن يبني مسجدا

حكى أن ملك من الملوك أراد أن يبني مسجد في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره حيث يريد أن يكون هذا المسجد من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذر وأنذر من ان يساعد احد في ذلك...

وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع أسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام .. كأن ملك من الملائكة نزل من السماء فمسح أسم الملك عن المسجد وكتب أسم امرأة فلما أستيقظ الملك من النوم ..

أستيقظ مفزوع وأرسل جنوده ينظرون هل أسمه مازال على المسجد ..

فذهبوا ورجعوا وقالوا : نعم … أسمك مازال موجود ومكتوب على المسجد

وقال له حاشيته : هذه أضغاث أحلام ؟!..

وفي الليلة الثانية .. رأى الملك نفس الرؤيا .. رأى ملك من الملائكة ينزل من السماء فيمسح أسم الملك عن المسجد ويكتب أسم أمراة على المسجد ..

وفي الصباح أستيقظ الملك .. وأرسل جنود .. يتأكدون هل مازال أسمه موجود على المسجد ؟!..

ذهبوا ورجعوا وأخبروه .. أن أسمه مازال هو الموجود على المسجد ..

تعجب الملك وغضب فلما كانت الليلة الثالثة .. تكررت الرؤيا ..
فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ أسم المرأة التي يكتب أسمها على المسجد ..

أمر بأحضار هذه المرأة فحضرت وكانت امرأة عجوز فقيرة ترتعش ..
فسألها : هل ساعدت في بناء المسجد الذي بنيته؟..

قالت : يا أيها الملك .. أنا أمرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن ..
وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بناءه .. فلا يمكنني أن أعصيك ..

فقال لها : أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد؟..

قالت : والله ما عملت شيء قط في بناء هذا المسجد .. إلا ..

قال الملك : نعم، إلا ماذا؟..

قالت : إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد .. فإذا أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل الى وتد في الأرض ..

وبالقرب منه سطل به ماء ..

وهذا الحيوان يريد ان يقترب من الماء ليشرب .. فلا يستطيع .. بسبب الحبل .. والعطش بلغ منه مبلغ شديد .. فقمت .. وقربت سطل الماء منه .. فشرب من الماء .. هذا والله الذي صنعت ..               
فقال الملك : . عملتي هذا لوجه الله .. فقبل الله منك .. وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك .. فلم يقبل الله مني ..

فأمر الملك أن يكتب أسم المرأة العجوز على هذا المسجد ..                                 
لا تحتقر شيء من الأعمال فما تدري ماهو العمل الذي قد يكون فيه دخولك الجنات أو نجاتك من النيران.
ولا يكن همك إعلاء إسمك في كل شيء تفعله فالله يعلم إخلاصك وسيرفعك فوق الخلائق كما فعل بالمرأة التي فعلت وصمتت.

لا تحزن على الدنيا وما فيها،
فكلنا ضيوف على أراضيها !"

يقول يحيى بن معاذ : مسكين ابن آدم .. لو خاف من النار كما خاف من الفقر.. لنجا منهما ، و لو رغب فى الجنة كما رغب فى الغنى .. لوصل اليهما ، و لو خاف الله سراً كما يخاف الخلق جهراً لسعد فى الدارين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق