ما حكم قول: الله لا يشغلنا إلا بطاعته؟!
ولا يستعملنا إلا في مرضاته؟
الجواب:
لا بأس في كلا العباراتين:
[ الله لا يشغلنا إلا بطاعته]
و[أن لا يستعملنا إلا في مرضاته]
فالله سبحانه وتعالى ما خلقنا إلا لعبادته قال ﷻ:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
وقال ﷻ:{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
وقال عثمان رضي الله عنه :"إنما أعطيتم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة , ولم تعطوها لتركنوا إليها , فالدنيا فانية والآخرة باقية..".
وكما قال بعض الصالحين "ما طابت الدنيا إلا بطاعته"
"والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ".
ومن خصائص عباد الله المؤمنين المداومة على الطاعات وأسها الصلوات
قالﷻفي صفتهم:{الذين هم على صلاتهم دائمون}.
والصلاة هي أعظم الطاعات،وقد قال عنها النبي ﷺ:(إن في الصلاة لشغلا). متفق عليه.
والعبادة في شرعنا بفضل الله مفهومها واسع جدا قال ﷻ:{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}.
وقال ﷺ:(وإنما لكل امرئ ما نوى).
فالمباحات والعادات تتحول إلى طاعات بالنيات الصالحات قال ﷺ لسعد بن أبي وقاص وهو يشمل جميع الأمة: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت بها، وفي رواية «عليها» حتى ما تجعل في فيِّ [فم] أمرأتك).
وقال ﷺ :(وفي بضع أحدكم صدقة).
قالوا يارسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: (أريتم لو كان وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في الحلال كان له أجر).
فمثلا :
نوم المؤمن عبادة إذا نوى بهذا النوم التقوى على عبادة الله، وكان نومه على طريقة الرسول ﷺ كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه :"إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي".
لذا قال يحيى ابن أبي كثير:" تعلّموا النية فإنها أبلغ من العمل".
أما إن قصرها بنوع من العبادات
كأن يقول:[الله لا يشغلنا إلا بالصلاة]
فهذا من سؤال الله التكليف بما لا يطيقه،ولن يستطيع تحقيقه،
وليست العبادة صلاة فحسب ،
وسيضيع من التكاليف ما هي أوجب من نوافل الصلوات.
فمن جهل الانسان وعجلته أنه ربما دعا بما يضره ولا ينفعه.
كما قال ﷻ:{ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا}.
وفي صحيح مسلم أن رسول الله ﷺ عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله ﷺ: (هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه) قال: نعم
كنت أقول:" اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا"
فقال رسول الله ﷺ:(سبحان الله لا تطيقه أفلا قلت:
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق