انتشرت وراجت في الأيام الفائتة لعبة تسمى : تشارلي(Charlie Charlie )وتداولها الشباب والفتيات كثيرا، وحكم هذه اللعبة يظهر جليا بعد معرفة الأمور التالية[فالحكم على الشيء فرع عن تصوره].:
●أصل اللعبة تنسب لتشارلي، وهو: شيطان مكسيكي قديم، أصبح أسطورة عندهم، يتم دعوته واستجلابه ببعض الكلمات باللغة الانجليزية ، حيث يتم استحضار روح تشارلي في عقائد المكسيكيين منذ القدم، ولكنها لم تكن معروفة أو مشهورة عالميا حتى اجتاحت الانترنت.
●اللعبة عبارة عن: وضع قلمين فوق بعض على شكل (صليب) فوق ورقة مكتوب في جهتين متقابلتين منها (YES) وفي الجهتين الأخريتين (NO) ، ومن ثم يقوم الشخص بمناداة تشارلي (are u here ) هل أنت هنا ؟ وهكذا تستمر المناداة حتى يتحرك القلم لكلمة ( نعم ) أو (لا) فإن كان موجودا يمكن سؤاله بعد ذلك عن أي شئ تكون إجاباته بنعم أو لا ، وإن أرادوا الانصراف، فيودع بكلمة (good bye)
●ومن خلال ما سبق فإن هذه اللعبة بهذه الكيفية التي تم بيانها باختصار، تعتبر لعبة محرمة بل وسيلة للشرك ، فلا يجوز ممارستها ولا الترويج لها؛ للاعتبارات التالية :
أولا: أن هذه اللعبة فيها استجلاب لهؤلاء الجن والاستعانة بهم وسؤالهم عن الغيبيات، والدلالة على الأمور الخفية. والاستعانة بالجن وسيلة من وسائل الشرك
وهذه اللعبة قائمة على الاستعانة بالشياطين ودعائهم واستحضارهم بشكل صريح وواضح .
ثانيا :أن فيها توسل بالموتى ودعائهم من دون الله عز وجل، فتشارلي _كما يزعمون _ ميت أو غائب وهذا أيضاً من الشرك ، قالﷲﷻ:﴿والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون*أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون﴾ وقالﷻ:﴿والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير*إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير﴾.
ثالثا : أن هذه اللعبة يزعمون أنها من باب تحضير الأرواح، وهو نوع من أنواع السحر أو الكهانة، وهي شياطين تتمثل بالموتى، فأرواح الموتى لا يمكن تحضيرها؛ لأنها في قبضة الله سبحانه قالﷲﷻ:﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى﴾ فالأرواح ليست كما يزعمون أنها تذهب وتجيء إلا بتدبير الله عز وجل فتحضير الأرواح باطل، وهو نوع من السحر
رابعا: أن الشباب الذين اعتادو لعب هذه اللعبة تحدث لهم أعراض مستقبلية غريبة وتخيلات وكوابيس وأمراض نفسية، وهي عقوبة الرهق التي ذكرها الله جزاء من استعان أو استعاذ بالجن قالﷲﷻ:﴿وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا﴾
بل لا ينصرف من اعتاد ممارسة هذه اللعبة إلا بعد توديع هذا الشيطان والاستئذان منه . خامسا : أن هذه اللعبة قائمة على وضع قلم فوق قلم على شكل صليب، ويستمر وضعها بهذا الشكل مع المناداة حتى يتحرك القلم ، ولا يخفى على الجميع النهي عن رفع الصليب وتعمد رسمه وإحداثه ، بل ورد الأمر بكسره وإزالته فقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها : (أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه)وقال ﷺ:«لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب..»
سادسا: يدّعي البعض أنها لعبة قائمة على قوانين فيزيائية كالجاذبية وما يسمى بقانون نيوتن الأول، فتتحرك الأقلام لخفتها وعدم ثباتها، والحقيقة أن مثل هذه القوانين يمكن التحقق منها والأخذ بها فيما لو كانت قوانين مجردة لإثبات نظريات فيزيائية، لكن لعبة تشارلي تختلف من ناحية أصل اللعبة، واسم الشخصية المقصودة، والتصريح بندائه واستجلابه وسؤاله، كذلك هي لعبة قائمة على الحظ المطلق وهو من علل تحريم النرد والقمار والميسر، فكل هذه الأمور تجعل الأمر ينتقل من مسألة فيزيائية صرفة إلى مسألة شرعية تحتاج لدراسة وبيان الحكم، فمهما كان الأمر نظرية فيزيائية أم غير ذلك فما دام يصاحبها ما ذكرنا من مخالفات فهي محرمة.
سابعا: يدّعي البعض أنها لعبة للتسلية فقط، ولا يخفى على كل مطلع أنها لعبة تحتوي على كثير من المخالفات التي سبق ذكرها من دعاء الأموات والجن والاستعانة بهم، ومتى كانت اللعبة تحتوي على مخالفات شرعية واضحة فهي محرمة، فكيف إذا كانت تحتوي على شركيات وبدع صريحة .
فهي تعود لاعبها على الاستعانة بغير الله والنبيﷺ قال :« إذا استعنت فاستعن بالله»
كما أنها تؤدي إلى تعلق القلب بهذه الترهات وقد قال النبيﷺ:«من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم»
فمما تقدم يتبين حرمة هذه اللعبة، ووجوب تحذير الأبناء من ممارستها أو مشاهدتها أو الترويج لها أو تحفيز الناس عليها، ولنحذر أبناءنا من مغبة المزاح فيها ومشاهدتها من باب حب الاستطلاع أو تجربة الجديد، أو من باب السخرية والتعليق على الأصدقاء،فهذه اللعبة ومثيلاتها خطيرة على عقيدة الأبناء وأخلاقهم
د.سالم بن علي الشويهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق