مطرقة الخبير
تقول القصة إن سفينة عملاقة تعطل محركها وحار أصحابها وشركات الصيانة في إصلاحها، وباءت كل محاولاتهم بالفشل، ثم تذكروا مهندساً عجوزاً بلغ سن المعاش، وقد كان يعمل منذ نعومة أظفاره في إصلاح السفن. استدعوه كفرصة أخيرة، فجاء ومعه حقيبة الأدوات. باشر العجوز العمل بفحص أجزاء المحرك، ورافقه اثنان من الشركة المالكة للسفينة، ثم فتح حقيبته وأخرج منها مطرقة صغيرة، وبدأ النقر على أماكن محددة من جسم المحرك. وبعد عدة طرقات، توقف ووضع علامة على جزء من المحرك، وقال لهم: استبدلوا هذه القطعة الصغيرة من المحرك وسوف تعمل من جديد! دهش المرافقان من فعله وكلامه، ولكنهم وعدوا بفعل ذلك. ثم أرجع العجوز مطرقته في حقيبته ومضى، على أن يرسل لهم كلفة الاستشارة. وبالفعل تم استبدال القطعة وعمل المحرك تماماً كما قال العجوز.
في اليوم التالي وصلت فاتورة العجوز الخبير فإذا هي عشرة آلاف دولار! استغربت الشركة، ولمزيد من التأكد طلبوا منه أن يرسل فاتورة تفصيلية، فهي لم تكن سوى طرقات معدودة ليس أكثر! فأرسل العجوز فاتورة من سطرين: عشرة دولارات للطرق بالمطرقة، و9990 دولاراً للطرق في المكان الصحيح!
تلك كانت قصة السفينة والمطرقة وكيف أن للخبرة دوراً بارزاً في حل الأزمات، وأن الأجساد إن كانت تهرم فالخبرة تبقى قيّمة وتستحق العناية. والسؤال الآن: كم لدينا من خبراء يعرفون مكان الطرق، ولكننا نستكثر عليهم ما يستحقونه مقابل خبرتهم؟
الاثنين، 18 مايو 2015
مطرقة الخبير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق