الأربعاء، 25 مارس 2015

حكم طلاق الزوجة السمينة

الإسلام يدعو إلى قيام الحياة الزوجية على المودة والرحمة.
كما قال تعالى‏:﴿وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾
و لذا شرع الإسلام ما يمنع ويقي من وقوع الطلاق ومن ذلك حسن اختيار الزوجة والرؤية الشرعية قبل عقد الزواج
فإذا ما ارتضى الرجل الزواج بامرأة سمينة فعليه أن يتحمل نتيجة اختياره ولا يحق له ظلمها بالإقدام على تطليقها
وأما إن كانت السمنة حصلت بعد الزواج من جراء إهمالها لنفسها
فنقول :البدانة لا تعتبر من العيوب التي تستدعي الطلاق من الناحية الشرعية إلا إذا كانت مفرطة وأخلت بمقاصد الزواج واجباته كتعذر المعاشرة الزوجية والانجاب وعدم قيام الزوجة بواجبات الزوج بسبب هذه السمنة المفرطة ولم تنفع الحمية والعلاجات الطبية معها.
وتضرر الزوج من ذلك ضررا بينا وخشي على نفسه الوقوع في مخالفة شرعية فلا بد من إزالة الضرر للقاعدة الشرعية التي أرساها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
«لا ضرر ولا ضرار».
والقاعدة الشرعية تقول: يرتكب الضرر الأخف[وهو تطليق الزوجة]
لإزالة الضرر الأشد
[وهو خشية الوقوع في الفاحشة].
والشرع شرع الطلاق عندما تصبح الحياة الزوجية لا تحتمل،وتعذر الوفاق بين الزوجين
مثلما فعلت امرأة ثابت بن قيس حين جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تشتكي دمامته قائلة: « يا رسول الله إني لا أعتب على ثابت في دين ولا خُلق ولكني لا أطيقه و أكره الكفر في الإسلام »
أي: أكره إن أقمت عنده أن أقع فيما يقتضي الكفر وذلك لأنه كان دميما وكانت هي امرأة جميلة، ففرق الرسولﷺ بينهما بالخلع.
ومع ذلك ننصح الزوج بالصبر عليها وعدم تطليقها خاصة إذا كان لديهما أولاد أو كانت الزوجة سمينة لعلة مرضية خارجة عن إرادتها.
ففي هذه الحالة يكون ثوابه لإمساكها وعدم تسريحها عند الله عظيما وﷲﷻ يقول‏:﴿ ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير﴾.
والنبيﷲﷺ يقول:« لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر».
فليجمع حسناتها وسيئاتها وليوازن بين المصالح والمفاسد قبل اتخاذ قراره وليتأمل في التوجه الرباني:
﴿وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا﴾.
كتبه/د.سالم بن علي الشويهي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق