اتفق العقلاء على ضرر المخدرات وخطرها على الأفراد والمجتمعات
ولدينا قاعدة قرآنية يقول الله فيها:{ يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث } فكل ما كان خبيثا فهو محرم
والمخدرات بمختلف أنواعها خبيثة من أشد الخبائث وأعظمها ضررا ، فيكون تحريمها منصوصا عليه في هذه الآية .
وعليه فالحكم الشرعي للمخدرات أنها "حرام " ودليل هذا الحكم النص ، لأنها داخلة في عموم المسكرات
●قال النبيﷺ:« كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام » [رواه مسلم]
فقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم كل مادة مسكرة خمرا سواء سميت بذلك أو لم تسم به
إذ أن الخمر هو : كل(ما خامر العقل)
فيدخل فيه كل مسكر مائعا كان أو جامدا
ومن ذلك المخدرات
ولا شك أن المخدرات تخامر العقل وتغيبه
إذ أن تأثيرها كالخمر على العقل من ناحية الإسكار
لهذا تكون المخدرات بذلك داخلة في عموم تحريم الخمر ، وحتى لو قيل : إنها مفترة وليست مسكرة .
●ففي الحديث « أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر ».
فهذا الحديث أصرح في الدلالة على تحريم المخدرات مما سواه ، ذلك أن المخدرات إما أن تكون مسكرة أو مفترة أو جامعة بين الأمرين ، وعلى جميع هذه الاحتمالات فإن الحديث نص في النهي عنها ، والنهي يقتضي التحريم .
●كذلك فإن في المخدرات من المفاسد والأضرار مثل ما في الخمر ، من حيث إضاعة المال وإثارة العداوة والبغضاء بين الناس ، والصد عن ذكر الله وعن الصلاة . .
قالﷲﷻ:﴿يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ﴾
●فمتعاطي الخمر أو المخدرات كلاهما يفقد وعيه ويتصرف تصرفات طائشة تثير الشقاق والخلاف والعداوة والبغضاء ، وكلاهما يكون في غفلة عن الصلاة وسائر التكاليف أثناء فقده الوعي ،
●ومن الأدلة على تحريم المخدرات :
قول النبيﷺ:«ما أسكر كثيره فقليله حرام»
فقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كل مسكر قليلا كان أو كثيرا وهو بعمومه يتناول المخدرات
●وأيضا فيها من الأضرار العظيمة ما قد يكون أعظم من الضرر الحاصل بشرب الخمر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :( لا ضرر ولا ضرار ).
" ففيها ضرر بالشخص ذاته ، وبأسرته وأولاده ، وبمجتمعه وأمته .
أما الضرر الشخصي : فهو التأثير الفادح في الجسد والعقل معا ؛ لما في المسكر والمخدر من تخريب وتدمير الصحة والأعصاب والعقل والفكر ومختلف أعضاء جهاز الهضم وغير ذلك من المضار والمفاسد التي تفتك بالبدن كله ، بل وبالاعتبار الآدمي والكرامة الإنسانية ، حيث تهتز شخصية الإنسان ، ويصبح موضع الهزء والسخرية ، وفريسة الأمراض المتعددة .
وأما الضرر العائلي : فهو ما يلحق بالزوجة والأولاد من إساءات ، فينقلب البيت جحيما لا يطاق من جراء التوترات العصبية والهيجان والسب والشتم وترداد عبارات الطلاق والحرام ، والتكسير والإرباك ، وإهمال الزوجة والتقصير في الإنفاق على المنزل ، وقد تؤدي المسكرات والمخدرات إلى إنجاب أولاد معاقين متخلفين عقليا.
وأما الضرر العام : فهو واضح في إتلاف أموال طائلة من غير مردود نفعي ، وفي تعطيل المصالح والأعمال ، والتقصير في أداء الواجبات ، والإخلال بالأمانات العامة ، سواء بمصالح الدولة أو المؤسسات أو المعامل أو الأفراد . هذا فضلا عما يؤدي إليه السكر أو التخدير من ارتكاب الجرائم على الأشخاص والأموال والأعراض ، بل إن ضرر المخدرات أشد من ضرر المسكرات ؛ لأن المخدرات تفسد القيم الخلقية.
■والحاصل أن المخدرات لا يستريب في حرمتها عاقل ، لدلالة النصوص على تحريمها ، ولما فيها من أضرار بالغة .
●ومن أبرز سبل القضاء على آفة المخدرات في المجتمع
أتخاذ جميع الوسائل والتدابير الوقائية من المخدرات [فالوقاية خير من العلاج]
ومن ذلك:
●تقوية الوازع الديني وتوطين النفوس على تقوى الله وطاعته لأن هذا هو الوازع الداخلي وخط الدفاع الأخير الذى يلوذ به الإنسان عند الضرورة ليواجه شرور نفسه ومغريات الدنيا ووساوس الشيطان بما فيها المخدرات
ولذا قال ﷲﷻ آيات تحريم الخمر:﴿يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ﴾
فجميع القوانين والتشريعات الأرضية لن تمنع النفس البشرية عن غيها ما لم يكن لها وازع من نفسها كما قالﷲﷻ:﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾
وأحسن من قال:
لن يصلح القانون فينا رادعاً حتى نكون ذوى ضمائر تردع
●وكذلك متابعة الآباء أبناءهم وبالذات في الإجازات وتحذيرهم من الرفقه السيئة
وحثهم على الرفقه الصالحة وأمرهم بالصلاة ومجانبة المعاصي المحرمات كالتدخين فهو قنطرة للإدمان فلن تجد مدمنا للمخدرات
وإلا وكان مدمنا للدخان.
●وأيضا محاربة المخدرات عن طريق تشديد العقوبات على منتجي المخدرات والمتاجرين فيها والمهربين لها ومروجيها و للمتعاطين لها.
وبذلك يتم تجفيف منابع الشر وغلق باب الفساد والإفساد في المجتمع.
نسأل الله لمجتماعتنا وأبنائنا السلامة والعافة من جميع الآفات.
✏د.سالم بن علي الشويهي.
الأحد، 5 يوليو 2015
حكم المخدرات وسبل القضاء على آفتها في المجتمع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق