البوفيه المفتوح
* الشيخ محمد الفراج
ويوماً دُعينا إلى مائدة
لقومٍ من الأُسر الرائدة
فلما حضرنا تيقّنتُ أنّا
غُزينا بعاداتنا السائدة
وأن المكارم والأكرمين
تولّوا مع العرب البائدة
وقفنا بصفٍّ طويلٍ كأنّا
قوافلُ من حجها عائدة
رويداً رويداً إلى أن وصلنا
إلى نقطة الشرطة الصامدة
ولما رأونا أحاطوا كأنّا
عناصرُ من فرقة القاعدة
ولا من سلامٍ ولا من تحايا
لقوم لتكرمةٍ وافدة
ولكنْ بتحقيقهم بدؤونا
وسينٍ وجيم بلا فائدة
ومن أنت يا ذا؟ومن ذا دعاكَ؟
وهاتِ بطاقتك الشاهدة
وتفتيش مركوبنا باحتراسٍ
كرَكبٍ لطيّارةٍ صاعدة
ولما انعتقنا بُلينا بصفٍّ
طويلٍ بطيءٍ إلى المائدة
بأيدٍ لنا فارغاتُ الصحونِ
كَغَرثى لغوثٍ لها ناشدة
ولما وصلنا بجهدٍ وجدنا
مآكلَ مخلوطة جامدة
بقايا الهريس مع الدَرْدَبيس
كآثار معركة خامدة
وأما اللذيذُ أجارك ربي
أوانيهِ ملحوسة نافدة
رجعنا ببعضِ الفُلُول بُقولٍ
وفولٍ من الأكلة الزائدة
يظنون أنا نقلّلُ طوعا
وأنا من الفرقة الزاهدة
فياويح بوفيهِهم ما جناهُ
علينا من العادة الفاسدة
لنا صدّرتها علوج لئامٌ
تبيع الطعام على الوالدة
فلو قد رآها جدودٌ كرامٌ
لقهرٍ غدوا جثثا هامدة
ولو حاتمٌ قد رآك بصحنٍ
تدور كناقتك الواردة
وتبحث عن معلفٍ فارغٍ
وتزحمها الرفقة الحاسدة
لقال سلاما وعاد سريعا
إلى القبر والحفرة اللاحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق