الاثنين، 6 يوليو 2015

وجوب التسوية في العطية للأولاد

لقد أوصى الله الآباء بالأبناء
فقالﷻ‏:﴿يوصيكم الله في أوﻻدكم﴾
وجعل لهم حقوقا مثل التربية والنفقة والعدل بينهم حتى في التودد والتقبيل .
قال بعض السلف:"إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم كما أن لك عليهم من الحق أن يبروك).
ومن هذه الحقوق وجوب التسوية في العطية للأولاد
وتأمل معي هذا الحوار بين النبي ﷺ وهذا الصحابي الجليل-رضيﷲعنه-
فقد روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه نحله نحلاً فقالت أمه:(لا أرضى حتى تشهد رسول الله)
فأتى به إلى رسول الله ﷺ ليشهده على ذلك فقال:
(إني نحلت ابني هذا غلاما)
[أي وهبته عبدا كان عندي]
فقال له رسول الله ﷺ:«يا بشير ألك ولد سوى هذا؟»
قال: نعم.
فقال له:
«أكلَّ ولدك نحلته مثله؟»
قال: لا.
قال:«أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟».
قال: بلى.
قال رسول الله ﷺ:«فلا تشهدني إذا، فإنى لا أشهد على جور»
« فأرجعه، إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم».
«اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ».
«سووا بين أولادكم في العطية»
قال النعمان: (فرجع أبي  فرد عطيته)
هذا الحديث يدل على
عدم جواز تفضيل بعض الأولاد على بعض في العطاء ويجب على فاعله إبطاله لأن النبي ﷺ سمى ذلك جوراً، ولأن تفضيل بعضهم يورث بينهم العداوة والبغضاء وقطيعة الرحم، فوجب أن يمنع منه،
ولأنّ عدم العدل يُفضي إلى العقوق فيقول من حُرم أو نُقِص:" أبي ظلمني وفضّل أخي عليّ"
ونحو ذلك فيتسلل إلى نفسه شيء من الكراهية لأبيه ومن الناحية الأخرى يزرع الشيطان بذور الشحناء بينه وبين أخيه الآخر الذي أُعطي أكثر منه وقد جاءت الشّريعة بسدّ كلّ طريق يوصل إلى الحقد والشَّحْنَاءُ والعداوة والبغضاء بين المسلمين عموما فكيف بالأخ تجاه أخيه .
●واستثنى العلماء من وجوب التسوية ما كان التفضيل فيه لمسوغ شرعي مثل أن يكون أحدهم كثير العيال، أو يكون عليه دين أو مريضاً يحتاج إلى علاج ونحو ذلك.
●والحاصل أن تفضيل الأبناء بعضهم على بعض من غير مسوغ من حاجة أو عوز هو نوع من الظلم الذي يورث تنافراً في قلوب الإخوان، ويذكي العداوات بينهم فالواجب على الوالد أن يحفظ الود في قلوب أبنائه فيما بينهم باجتناب ما يضاد ذلك.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق