بعض من قصر علمه،وقل فهمه ؛وكره الله انبعاثه لنصرة المسلمين ينشر ويشيع ضعف حديث:( من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
وكأنه يريد من ذلك صرف الناس عن نصرة قضايا الأمة والمستضعفين من عباد الله
ولو بالدعاء والإهتمام والمتابعة..
فنقول له كما قال الشاعر( أبو نواس) :
قل لمن يدعي في العلم فلسفةً
علمت شيئاً وغابت عنك اشياءُ
فحنانيك هداك الباري فمعناه صحيح
فقد جاءت أحاديث ثابتة في وجوب نصرة المسلم لأخيه والتوجع له.
و مما يغني عنه جميع الشواهد من الكتاب والسنة التي تدعو المؤمنين إلى النصرة والتحابب والتراحم ،ومراعاة الأخوة الإيمانية فيما بينهم ، ومنها قوله سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }، فنصرة المؤمنين أمارة دالة على صدق الإيمان:
قال تعالى :{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
وتأمل هذا المثل الذي ضربه نبينا صلى الله عليه وسلم :(مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى)متفق عليه.
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم :(المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً) وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ.
و قَالَ ِ صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ» راه أحمد وأبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم :(انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ :تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ) أخرجه البخاري.
وما معنى قوله تعالى:{إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}إلا نصرة الحق وأهل الحق.
ونصرة المسلمين سبب لتفريج الكربات
فالجزاء من جنس العمل.ففي الصحيح قال نبينا صلى الله عليه وسلم :(وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ)
وهو من أحب الأعمال إلى الله :
قال صلى الله عليه وسلم : «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً» [ابن أبي الدنيا].
وكما جاء الترغيب في الوقوف مع المؤمن جاء النهي، والترهيب من خِذلانه، والتنصل عن نصرته وموالاته ..فلقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله :(الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ) رواه البخاري ومسلم.
وهو سبب للفتنة والفساد الكبير :قال الله تعالى :{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} ومعنى الآية : أن الكفار ينصر بعضهم بعضاً، ونحن إذا لم تكن هذه النصرة بيننا ساد الفساد.
وعدم النصرة سبب لخذلان الله للعبد:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» [أحمد وأبو داود].
وقال صلى الله عليه وسلم:(من خذل مسلما في موقف ينتظر فيه نصرته خذله الله يوم القيامة).
وسبب لعذاب القبر:فعند ابن حبان بإسناد صحيحٍ قول نبينا صلى الله عليه وسلم :«أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه ناراً، فلما ارتفع عنه قال :علام جلدتموني؟ قالوا :إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره».
فنصرة المسلم وموالاته فريضة شرعية
والإهتمام بحال المسلمين ومواساتهم من صلب الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم :فلقد كان صلى الله عليه وسلم يحزن إذا رأى بلاء ونكبة على مسلم، ويدعو الناس للإنفاق في سبيل الله ؛ حتى يذهب الله ما بهم من حاجة وبلاء ومحنة، لقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع المنكوبين، ففي صحيح مسلم، عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِ النَّهَارِ ، قَالَ : فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ ، عُرَاةٌ ، مُجْتَابِي النِّمَارِ ،...)
فهذه الأمة وإن قسمها الإستعمار الكافر وشتتها المكائد المتتابعة لتضعفها وتستحل بيضتها إلا أنها أمة واحدة يقول ربها:{إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}
فلا تنطلي هذه التقسيمات المعاصرة والتسميات المتكاثرة إلا على كل جاهل مجهال .. فلو نال هذا الذي يشيع ضعف الحديث بما فيه من دعوة مبطنة لعدم الإهتمام بقضايا المسلمين ..ضراء لربما كفر المسلمين قاطبة لعدم نصرته.
فهل بعد ذلك من شك في أننا سنسأل عن إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان
وماذا قدمنا لهم ولو القليل من الدعوات الخالصة والإهتمام الصادق لعل الله أن يفرج عنهم ويغفر لتقصيرنا معهم.
الخميس، 20 يونيو 2013
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق