قال تعالى:{ وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }.
قال شيخ المفسرين الطبري َفي تفسير الآية" والذين قاتلوا..، مُبتغين بقتالهم علوّ كلمتنا، ونُصرة ديننا..".
وقال السعدي – رحمه الله تعالى - :" هذا كله يدل على أن أولى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد".
وقال العلامة إبن القيم " فالمجاهدون وأهل الثغور هم المهديون ، فإذا ما اختلفت الآراء وافترقت السبل، فالهداية في ترسم خطاهم ، واقتفاء آثارهم ، والنزول عند رأيهم ، ذلك أن لأهل الجهاد من الهداية والكشف ما ليس لأهل المجاهدة ،ممن هم في جهاد الهوى والشيطان ، لأنه لا يوفق في جهاد العدو الظاهر إلا من هو لعدوه الباطن قاهر ، من هنا يكون المولى عز وجل : قد علق الهداية بالجهاد ، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا ، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل منه ".
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية وكأنه يتكلم عن أحداث الشام المعاصرة وتمايز الناس بين ناصر للمجاهدين ومخذل لهم ..
قال: "فهذه الفتنة قد افترق الناس فيها ثلاث فرق : الطائفة المنصورة ، وهم المجاهدون لهؤلاء القوم المفسدين . والطائفة المخالفة ، وهم هؤلاء القوم ومن تحيز إليهم من خبالة المنتسبين إلى الإسلام . والطائفة المخذلة وهم القاعدون عن جهادهم . وإن كانوا صحيحي الإسلام ..فلينظر الرجل أيكون من الطائفة المنصورة أم من الخاذلة أم من المخالفة فما بقي قسم رابع".
وفشتان بين من وهب نفسه لله إبتغاء مرضاته و إعلاء كلمته و بين من قعد مع الخوالف من المرجفين و المخذلين بل ليس هذا فحسب !!و لكنه زاد عنه بنصب العداء لاولياء الله المجاهدين.
وقال رحمه الله " وَلِهَذَا كَانَ الْجِهَادُ مُوجِبًا لِلْهِدَايَةِ الَّتِي هِيَ مُحِيطَةٌ بِأَبْوَابِ الْعِلْمِ . كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } فَجَعَلَ لِمَنْ جَاهَدَ فِيهِ هِدَايَةَ جَمِيعِ سُبُلِهِ تَعَالَى".
ومن العلماء الذين رابطوا في الثغور أو ساهموا في جهاد الأعداء على سبيل المثال:ابن المبارك ... الإمام المجاهد وإليه ينسب القول بالرجوع إلى أهل الثغور عند الاختلاف .. كما يروى هذا القول عن سفيان ابن عيينة والامام احمد ابن حنبل .. إمام أهل السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وكان ابن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهم يقولون: إذا اختلف الناسُ في شيء فانظروا ما عليه أهل الثَّغْر، فإن الحق معهم؛ لأن الله تعالى يقول:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} ..
وبالجملة :إن السَّكَن بالثغور والرِّباط والاعتناء به أمر عظيم، وكانت الثغور معمورة بخيار المسلمين علمًا وعملاً، وأعظم البلاد إقامة بشعائر الإسلام وحقائق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان كل من أحب التبتل للعبادة والانقطاع إلى الله وكمال الزهد والعبادة والمعرفة يدلُّونه على الثغور".
وقال رحمه الله :فكان عبد الله بن المبارك يَقْدَم من خُراسان فيُرابط بثغور الشام،وكذلك إبراهيم بن أدهم ونحوهما، كما كان يُرابِطُ بها مشايخ الشام كالأوزاعي وحذيفة المرعَشي ويوسف بن أسباط وأبي إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين وأمثالهم.(انتهى كلام شيخ الاسلام رحمه الله)
ففضل أهل الجهاد مما يعلم من الدين بالضرورة !فإذا اجتمع العلم مع الجهاد قدم العلماء المجاهدون على العلماء القاعدين في مسائل الاختلاف والمسائل التي تخص الجهاد وأهله !ومن غير المنطق والمعقول أن تؤخذ فتوى القاعدون في مواجهة فتوى العالم المجاهد في مسائل تخص الجهاد وأهله !
فمن هنا جاء القول لا يفتى قاعد لمجاهد ! وهذا ليس على إطلاقه .
وما فتيء المجاهدون يستفتون العلماء من رابط منهم ومن لم يرابط .
والكل يؤخذ منه ويرد إلا المصطفى عليه الصلاة والسلام.
و الجهاد يغلب أن فيهم من العلماء وطلاب العلم ..وعدم وجود العلماء فيهم هو تقصير كبير من العلماء.
ولا شك أن علماء المجاهدين أفضل من علماء الكتب والزوايا والمحاريب.
كما قال الهمداتي في قَول الله تعالى:{ وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} قَال: الذين يعملون بِما يعلمون يهديهِم الله لما لا يعلمون"
فأكثر من عمل بعلمه؛ العالم المجاهد لا القاعد.
والجهاد هـو ذروة سنـام الإســلام ومن كان في ذروة الشيء فإنه يستطيـع أن يري كل مـا أسفـل منـه بوضوح بخلاف الذي يكون في الأسـفل.
قال رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم: "إنكم ستُجَنَّدون أَجنادًا؛ جُندًا بالشام وجُندًا باليَمَنِ وجُندًا بالعراقِ"، قال: فقلت يا رسول الله! خِرْ لِي، فقال: "عليكَ بالشامِ، فإنها خِيرةُ الله مِن أَرْضِه، يَجْتَبِي إليها خِيرتَه مِن عبادِه، فمن أبي فليلحق بيمنه، وليسق من غُدُره فإن الله قد تكفَّل لي بالشامِ وأهلِه".رواه أبو داود واحمد وصححه الألباني
اللهم اجعلنا من أنصارك وأنصار دينك وأنصار عبادك المجاهدين في سبيلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق