الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

أم الإمام الشافعي

أم الشافعي  
              نساء صنعن أمجاداً
مات زوجها بعد أن وُلِدَ الشافعي بزمن قصير، فنشأ الشافعي يتيمًا، وأصبح مصيره مرتبطًا بتصرُّف أمه. فإن كانت الأم عاقلة حاذقة فإنها -لا شك- ستهيئ للطفل أسباب السعادة والنشأة الصالحة، وإن كانت الأخرى فإنها ستعرض وليدها للشقاء والمستقبل المضطرب.
وكانت والدة الشافعي ذات حذق وذكاء، وتفقُّه في الدين، وقوة عارضة، وقدرة على الاستبطان، ودليل ذلك أنها تقدمت هي وامرأة أخرى مع رجل للإدلاء بشهادة أمام قاضٍ، فأراد القاضي أن يفرِّق بين المرأتين، ولكن والدة الشافعي المتصفة بما أسلفنا من شمائل اعترضت على القاضي قائلة: ليس لك ذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]؛ فأسقط في يد القاضي وانصاع لقولها.
وهذه الأم الفاضلة لا يُتَوَقع منها إلا أن تحسن رعاية وليدها، وتسهر على تنشئته تنشئة صالحة، وتختار له الطريق القويم. وكان من ذلك أنها ارتحلت به حين بلغ عامين من عمره من غزَّة -مسقط رأس الشافعي- إلى مكة، حيث العلم والفضل، وحيث البادية حولها، والتي فيها يقوَّم لسان الغلام وتصح لغته، وكان الشافعي هو ثمرة جهود تلك المرأة الفاضلة. فأصبح إمام الدنيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق