الأحد، 15 فبراير 2015

تمنى الطفل أن يكون تلفازا

: طلبت المعلمة من تلاميذها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون . 

وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ ما كتب التلاميذ فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء . 

وصادف ذلك دخول زوجها البيت ، فسألها : ما الذي يبكيكِ ؟

فقالت : موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ .

فسألها : وماذا كتب؟

فقالت له: خذ إقرأ موضوعه بنفسك!

فأخذ يقرأ :

إلهي ، أسألك هذا المساء طلباً خاصَّاً جداً وهو أن تجعلني تلفازاً !!! 

فأنا أريد أن أحل محله ! 

أريد أن أحتل مكاناً خاصاً في البيت ! 

فتتحلَّق أسرتي حولي وأصبح مركز اهتمامهم فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها حتى وهو لا يعمل !

أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل حتى وهو مرهق وأريد من أمي أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة أو حزينة ، وأريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي . 

أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً لتقضي وقتها معي ! 

وأخيراً وليس آخراً، أريد منك يا إلهي أن تقدّرني على إسعادهم والترفيه عنهم جميعاً . 

يا ربِّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي تلفاز .!!

انتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال : يا إلهي ، إنه فعلاً طفل مسكين ، ما أسوأ أبويه !!

فبكت المعلمة مرةً أُخْرَىْ وقالت : إنَّه الموضوع الذي كتبه ولدنا …..

تذكرت حينها قصة ذاك البروفسور الإنجليزي الذي لم يدخل التلفاز بيته ولما سُئِلَ عن السبب 

قال : لأن التلفاز يفرض علينا رأيه ولا يسمح لنا بمناقشته ، ويُنَغِّصُ عَلَيْنَا حَيَاتَنَا !!

قال ناصح : 

التقنيات الحديثة .. بدأت ( تسرقنا ) من أهلنا ,أطفالنا .. بل تسرق مشاعرنا وعواطفنا .. 

أنتر نت . بلاك بيري … واتس اب … ماسنجر … !!

الأبناء .. هم رأس المال وامتداد العمر والاستثمارالرابح . . 

( والبَاقِيَاتُ الصّالِحَاتُ خيْرٌ عِنْدَ رَبّكَ ثواباً وخيْرٌ أَملاً ) .

عيشوا معهم . . 

ولا تعيشوا لأجلهم . . 

فأفضل ما يصنع الشخصيّة ( السويّة ) في الطفل هو ( حسن القدوة ) والقرب العاطفي من الآباء سيما في مراحل عمرهم الأولى .. وقبل عمر ( المراهقة والتكليف)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق