السبت، 14 فبراير 2015

هل يشرع صلاة التطوع عن الميت وهل يصله ثوابها ؟!.

□سئلت/ هل يشرع صلاة التطوع عن الميت وهل يصله ثوابها ؟!.
■فكان الجواب/
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.                 أما بعد :
■فقد أجمع العلماء على أن الميت المسلم ينتفع بسعي الأحياء في بعض الأعمال والطاعات.
كالصدقة والدعاء وأن ثوابها يصل إليه بفضل الله .
■واختلفوا فيما سوى ذلك من الأعمال التطوعية عن الميت :
كالصيام وصلاة التطوع وقراءة القرآن ونحو ذلك .
والراجح أنها لا تشرع عن الميت
للأدلة التالية :
‏➊ لقول ﷲ ﷻ:
﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ﴾.
■فالآية صريحة في أن الإنسان لا ينفعه إلا كسبه، وليس له من الثواب إلا ثواب عمله.
➋لقول النبي ﷺ:«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له». رواه مسلم.
■فالحديث يدل على أن الإنسان ينقطع عمله بموته إلا ما استثناه الدليل من بعض الأعمال والطاعات ؛ التي يعملها الأحياء كالدعاء،والاستغفار له، والصدقة.
■ومما يدل على ذلك الأحاديث التالية:
① قال النبي ﷺ:«إنَّ الرجل لتُرفع درجتُه في الجنَّة فيقول: أنَّى هذا فيقال : باستغفار ولدك لك».
②قال النبي ﷺ:«إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا نشره، وولدا صالحا تركه..».
■فعد الولد الصالح من العمل الحسن والحسنات التي تلحق المؤمن بعد موته؛ فالولد من كسب والديه وهما سبب وجوده، ولحين تربيتهم كان صلاحه ، فما يفعله الولد الصالح من خير فإن لوالديه مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيء .
●قال ﷲ ﷻ:﴿إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم﴾
■فالميت ينتفع بما خلفه من آثار صالحة ومن ذلك الولد الصالح
قال النبي ﷺ:«إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه».
③قال النبي ﷺ:«ما من مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلا،لا يشركون بالله شيئا، إلا شفعوا فيه».
■فهذا الحديث يثبت انتفاع الميت بصلاة المصلين عليه، ودعائهم له.
■وثبت مثل ذلك في صوم الواجب، والحج.
④ قال النبي ﷺ:«من مات وعليه صيام، صام عنه وليه» متفق عليه .
➌ لعدم الدليل على ذلك
والأصل في العبادات أنها توقيفية
فلا يجري فيها القياس
ولا تثبت إلا بنص من كلام الله عز وجل أو من سنة رسوله ﷺ .
●وقد قال النبي ﷺ:«من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
➍ لم يثبت عن النبي ﷺ أنه صلى ووهب ثواب الصلاة للأموات من أقربائه أو من غيرهم، ولو كان ذلك مشروعا، وثوابها يصل إليهم لحرص عليه، وبينه لأمته لينفعوا بها موتاهم، فإنه ﷺ كما وصفه ﷲ ﷻ:
﴿عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم﴾.
➎ لم يثبت عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم أنهم أهدوا ثواب صلاة التطوع لموتاهم .
فلو كان خيرا لسبقونا إليه .
●بل جاء في الموطأ للإمام مالك أن ابن عمر - رضي ﷲ عنهما - كان يقول :
(لا يصلى أحد عن أحد، ولا يصوم أحد عن أحد).
وثبت مثل ذلك عن ابن عباس - رضي ﷲ عنهما -.
➏ أن الناس في هذا الزمان - إلا من رحم الله - تكاسلوا عن العبادات التي ثبت بالدليل الصحيح انتفاع الميت بها وانشغلوا بما لم يرد به الدليل.
والقاعدة تنص على أن :
(الخروج من الخلاف مستحب).
➐ انتفاع الميت أمر غيبي
والأمور الغيبية لا بد لها من دليل
ولا دليل على انتفاع الميت بصلاة التطوع عنه.
➑ لو سلمنا بأن ثواب الأعمال الصالحة كلها تصل إلى الميت بما فيها صلاة التطوع ؛ فإن أفضل ما ينفع الميت هو الدعاء فلماذا نترك ما حث عليه النبي ﷺ إلى أمور أخرى لم يفعلها ، ولم تنقل عن أحد من أصحابه
- رضي ﷲ عنهم - ؟!
والخير كل الخير في هدي النبي  ﷺ وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين .
والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه/د.سالم بن علي الشويهي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق