السبت، 11 أكتوبر 2014

الاجتماع فيه خير وبركة وألفة

[الاجتماع فيه خير وبركة وألفة]

من فوائد الاجتماع:
أن الناس يتفاوتون ففيهم
القوي والضعيف،
والغني والفقير،
والعالم والجاهل،
والصحيح والعليل،
فإذا اجتمعوا حمل هذا هذا،
أخذ هذا بيد هذا،
علم هذا هذا،
والعالم يأخذ بيد الجاهل، والقوي يأخذ بيد الضعيف، والغني يأخذ بيد الفقير، والصحيح يأخذ بيد السقيم، تستقيم الحياة.

(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)[رواه مسلم 2586].

ومن بركة الجماعة، أن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، حتى إبعاد الشيطان عن الجماعة لها دور فيه، (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية). [رواه النسائي848هذا حديث حسن]، ما هي القاصية؟ الشاة المنفردة عن القطيع البعيدة منه يطمع فيها الذئب، فلا بد أن يكون الإخوة مع بعض، الأخوات مع بعض، لو انفردت إحداهن وذهبت وحدها طمع الشيطان فيها أضلها أزاغها وسوس إليها شككها جعلها تنزلق في مهوى من المهاوي.

من بركة صلاة الجماعة أن الإمام يحمل أشياء كثيرة عن المأموم كالسهو، ويقبل الله صلاتهم لاجتماعهم، ويقال للمأموم: ما حصل في صلاتك من نقص أو سهوٍ تصح صلاتك بسبب الاجتماع والإمام يتحمل عن المأموم، بسبب هذه الجماعة،

ذكر ابن القيم رحمه الله كلاماً جميلاً قال: إن المؤمنين ينتفع بعضهم بعمل بعض في الأعمال التي يشتركون فيها كالصلاة في جماعة، فإن كل واحد منهم تضاعف صلاته إلى سبعة وعشرين ضعفاً لمشاركة غيره له في الصلاة فعمل غيره كان سبباً لزيادة أجره، كما أن عمله سبب لزيادة أجر الآخر، فإذاً السبع والعشرين هذه لما اجتمعوا، ولو صلى الواحد سبع وعشرين مرة ما يعدل أجر انضمامه مع إخوانه.

كذلك هذه العبادات المشتركة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر، الجهاد في سبيل الله، حج بيت الله عز وجل، هذه كلها عبادات جماعية، المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، الصلاة يضاعف ثوابها كلما اجتمع عدد أكثر من المصلين، ألا ترى حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كانوا أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل) [رواه أبو داود 554، وهو حديث صحيح]، إذاً هذا الاجتماع محبوب إلى الله سبحانه وتعالى، لكن ليس في كل العبادات أليس كذلك، فنقول: نعم،

قال الشاعر:

أسير خلف ركاب القوم ذا عرجوا *** مؤملاً كشف ما لاقيت من عوج

فإن ظفرت بهم من بعد ما سبقوا *** فكم لرب النوى في ذاك من فرج

وإن بقيت بظهر الأرض منقطعاً *** فما على عرج في ذاك من حرج

والله إن الاجتماع بركة عظيمة، وليست بركته حتى مقصورة على أمور الدين بل تشمل أمور الدنيا، يعني الأكل مع الجماعة فيه فضل وبركة
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنا نأكل وما نشبع، قال: (فلعلكم تأكلون متفرقين؟ اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله تعالى عليه، يبارك لكم فيه) [رواه أحمد 15648وأبو داود3764، وهذا حديث حسن].

كذلك في السفر
مع أن السفر طارئ وغالباً ما يكون لأيام معدودات إلا أن الإسلام حث على الجماعة فيه، ونهى عن الوحدة، قدم رجل من سفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صحبت؟) قال: ما صحبت أحداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب). [رواه أحمد6709 وأبو داود2607 وهو حديث صحيح].

عن أبي ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان) قال: فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضم بعضهم إلى بعض، حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمهم. [رواه أبو داود2628 وهو حديث صحيح]،    .

وأصل الحديث في البخاري ((لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده))[رواه البخاري2998]

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ سورة المائدة91

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق