السبت، 31 يناير 2015

‏"لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"
علي بن ابي طالب
‏لا تربوا اولادكم كما ربّاكم آباؤكم فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم
العملية التربوية تتعقد مع تعدد وسائل الإعلام والتواصل الحديث
فيما مضى كنا نعاني من الإعلام
والذي هو عبارة عن الراديو والتلفاز والصحف والمجلات
وأما الآن فوسائل التواصل الحديثة والكثيرة والمتوعة والتي في متناول الصغير قبل الكبير
تشكل منافسة شرصة في تشكيل النشأ وتشكل مظاهر سلوكية ونفسية خطيرة
فضرت على بعض المجتمعات إيجاد مصحات لعلاج بعض أمراضها.
إلا أننا يمكن أستغلالها بطريقة مثلى وبناءة
‏من صور التربية على الإيجابية: التربية على تحمّل المسئولية؛ والتي لا يحققها شيء مثل رفع الاهتمامات، مع رفع القدرات، والإمكانيات.
‏علم ابنك يعتمد على نفسه ويتحمل نتيجة اختياراته
‏علم ابنك مشاركة الآخرين في طعامه أو ألعابه حتى لا يشب على الأنانية.
‏علم ابنك الصدق، عن طريق عدم تخويفه من العقاب.
‏علمي ابنك إن الفشل ليس نهاية الطريق وإنما هو خطوة للوصول للطريق الصحيح.
‏احترام الآباء لأبنائهم يغرس فيهم العزة والكرامة والثقة بالنفس، ويعلمهم كيف يحترمون الآخرين
‏اهمال تربية الأطفال وتركهم يفعلون ما يشاؤون تحطيم لنفسياتهم وله نتائج تشبه إلى حدٍ كبير نتائج القسوة والترصّد (التربية الإيجابية لين مع حزم)
قسى ليزدجرا
ومن يك حازما فليقسو أحيانا على من يرحم
‏من أهم قواعد التربية التركيز وتنمية الجوانب الإيجابية لدى الطفل بمدحه ومنحه فرصاً أفضل لينجز وليس إحاطته بسياج من الحماية الزائدة والدلال.
‏5. لا تتوقع من طفلك المثالية فجميع الأطفال بل الكبار يرتكبون الأخطاء ومعظمها غير متعمدة
‏6.القسوة الشديدة من قبل الوالدين تُنمي لدى الطفل صفة الكذب تجنبًا للعقاب، وتخلق فيه شخصية عدوانية ومتمردة
‏7.حماية الطفل بشكل مفرطة تؤدي لنقص ثقة الطفل بنفسه وعدم تحمله لمسؤلياته في المستقبل
العلاقة الإيجابية نصف التربية
وتجربة سيف بن سليمان مع ابنه حمد كون منه شاعرا و صاحب ثقافة تراتية ثرية وشاب اجتماعي وإعلامي ومتحدث لبق وتعقد له البرامج والندوات والاستضافات الجماهيرية
كل ذلك بالتربية الإيجابية منذ نعومة أظفاره وهو يعطيه الثقة ويشجعه
‏إن معيار النجاح في تربية الأبناء التربية الإيجابية هي تفاهم الأبوين في توزيع المسؤوليات وتقسيم الأدوار القائم على المشاركة والمتابعة معا.

الأحد، 25 يناير 2015

‏كيف تكون منجزاً . 
لكي تكون منجزا ركز في مهمة واحدة ،،،
ولا تشتت ذهنك وجهدك ،، ولا تتعامل مع اكثر من مهمة في نفس الوقت ..
‏عندما تريد ان تكون انسان منجزا بحق فانه لابد ان يكون لك عدة اهتمامات لذا لابد ان تضع خطة وجدول عمل لتتمكن من العمل والانتاج بكل راحه ومتعه"
‏إذا أردت أن تكون منجزا فبدأ بتنظيم وقتك.
وإنجازك دليل على نجاحك في اختيارك واختبارك. فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [الملك:2]، أي: الأحسن إنجازاً،
ما أتفه الأيام تمر دون عطاءات !
وما أشقى الحياة تمضي من دون نجاحات ..!
فالإنســان من دون إنجازات يحققها ..
تسيطر عليه مشاعر الدونية والتفاهة , إضافة إلى إحساس رهيب بحياة مملة ,
يومه مثل أمسه , ولا جديد يُذكر , ولا أثر يُسطر , لاتنمية للشخصية ,
ولا زيادة في المعارف , ولا اكتساب مهارات , ولا إنجاز حوائج !
والمتسبب في هذا الخوار
هو ضعف الهمة وضمور الإرادة .

أدركتُ حينها معنى الحياء وتذكرتُ قوله تعالى: ((فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى استحيَاءٍ)) [القصص: 25].

وأخذتُ أفكر كيف كان الحياء في زمن الحبيب صلى الله عليه وسلم وكيف أصبح في زمننا… شتان والله بين الصحابيات اللاتي يلتصقن بالجدار من شدة حيائهن من الرجال و(بعض) فتيات اليوم اللاتي يخاطبن الرجال من دون حاجة وبصوت عال وربما بتغنُّج ودلالٍ!

وتناسيْن قول الله عز وجل: ((فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)) [سورة الأحزاب: 32].

السبت، 24 يناير 2015

بسم الله الرحمن الرحيم
اطلعتُ على أصل هذا الخبر الأدبي الطريف في كتاب (طرائف ومسامرات) للأديب الكبير د. محمد رجب البيومي رحمه الله ثم أعدتُ صياغته وزدتُ عليه بعض الزيادات من مصادر أدبية أخرى
قال الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي رحمه الله:
من أرقِّ ما قرأتُ من المساجلات الأدبية النبيلة، ما دار حول الشاعرة المصرية منيرة توفيق "رحمها الله" وبين زوجها
ومن حديثها أن زوجها المرموق ذا المنصب العالي، صاحَبَ جمعاً من الرجال وكأنهم خبّبوه على زوجته أو رغّبوه في غيرها فهجرها وقرر طلاقها، فكتبتْ هذه القصيدة ونشرتْها في إحدى المجلات الشهيرة
طَالَ السُّهَادُ وَأَرَّقَتْ = عَيْنِي الْكَوَارِثُ وَالنَّوَازِلْ
لمَّا جَفَانِي مَنْ أُحِبُّ = وَرَاحَ تَشْغَلُهُ الشَّوَاغِلْ
وَطَوَى صَحِيفَةَ حُبِّنَا = وَأَصَاخَ سَمْعًا لِلْعَوَاذِلْ
يَا أَيُّهَا الزَّوْجُ الْكَرِيـ = ـمُ وَأَيُّهَا الْحِبُّ الْمُوَاصِلْ
مَا لِي أَرَاكَ مُعَانِدِي = وَمُعَذِّبِي مِنْ غَيْرِ طَائِلْ؟!
لَمْ تَرْعَ لِي صِلَةَ الْهَوَى = وَهَجَرْتَنِي وَالْهَجْرُ قَاتِلْ
هَلْ رُمْتَ أَنْ تَغْدُو طَلِيقًا = لَا يَحُولُ هَوَاكَ حَائِلْ
أَوْ رُمْتَ غَيْرِي زَوْجَةً = يَا لَلْأَسَى مِمَّا تُحَاوِلْ
إِنْ تَبْغِ مَالاً فَالَّذِي = تَدْرِيهِ أَنَّ الْمَالَ زَائِلْ
أَوْ تَبْغِ أَصْلاً فَالَّتِي = قَاطَعْتَهَا بِنْتُ الْأَمَاثِلْ
أَوْ تَبْغِ حُسْنًا فَالْمَحَا = سِنُ جَمَّةٌ عِنْدِي مَوَاثِلْ
أَوْ تَبْغِ آَدَابًا فَأَشْـ = ـعَارِي عَلَى أَدَبِي دَلَائِلْ
أَنَا مَا حَفِظْتُ سِوَى الْوَفَا = ءِ وَلَا ادَّخَرْتُ سِوَى الْفَضَائِلْ
وَأَنَا وَلِي شَرَفُ الْعَفَا = فِ أُعَدُّ مَفْخَرَةَ الْعَقَائِلْ
فَجَزَيْتَنِي شَرَّ الْجَزَا = ءِ وَكُنْتَ فِيهِ غَيْرَ عَادِلْ
أَنَسِيتَ عَهْدًا قَدْ مَضَى = حُلْوَ التَّوَاصِلِ وَالتَّرَاسُلْ؟
أَيَّامَ تَبْذُلُ مِنْ وَسَا = ئِلَ أَوْ تُنَمِّقُ مِنْ رَسَائِلْ
وَتَبُثُّ مَعْسُولَ الْمُنَى = وَتَمُدُّ أَسْبَابَ الْوَسَائِلْ
وَلَبِثْتَ تُغْرِينِي بِمَا = تُبْدِيهِ مِنْ غُرِّ الشَّمَائِلْ
فَحَسِبْتُ أَنَّ الخير دا = همنِي وَأَنَّ السَّعْدَ مَاثِلْ
ظَنًّا بِأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ = لَا بِالْعَقُوقِ وَلَا الْمُخَاتِلْ
مَاذَا جَرَى فَهَجَرْتَنِي = وَهَوَاكَ فِي عَيْنَيَّ آهِلْ
عَاشَرْتَ أَهْلَ السُّوءِ فَاقْـ = تَنَصُوكَ فِي شَرِّ الْحَبَائِلْ
وَمَضَيْتَ تَطْلُبُ بَيْنَهُمْ = عَيْشَ الْمُقَيَّدِ بِالسَّلَاسِلْ
وَرَضِيتَ هَجْرَ خَلِيلَةٍ = هِيَ لَمْ تَزَلْ خَيْرَ الْحَلَائِلْ
وَاللهِ مَا فَكَّرْتُ يَوْ = مًا فِي جَفَاكَ وَلَمْ أُحَاوِلْ
فَجَفَوْتَني يَا قَاسِي الطِّبَ=عِ وَلَمْ تُدَارِ وَلَمْ تُجَامِلْ
فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ قَاتِلِي = وَالْمَوْت فِيمَا أَنْتَ فَاعِلْ
أَيْنَ الْمَوَدَّةُ فِي الْهَوَى فِي الأُمْـ = ـسِياتِ تَبُثُّهَا وَمَعَ الْأَصَائِلْ
أَيْنَ الْحَدِيثُ الْعَذْبُ مِنْـ = ـكَ وَأَيْنَ وَلَّى سِحْرُ بَابِلْ؟!
إِنِّي أُسَائِلُ أَيْنَ عَهْـ = ـدُكَ فِي الْهَوَى إِنِّي أُسَائِلْ؟!
فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ وَانْهَهَا = وَارْجِعْ إِلَى زَيْنِ العَقَائِلْ
==
فلما قرأها المصريون والمصريات اهتزوا لها وعارضوا قصيدتها بقصائد كثيرة، منها قصيدة خيرية أحمد:
عجَبي لزوْجِك كيف غيَّر عهدَه بعد التَّواصُلْ
هل لِلخلال الباهِراتِ ولِلفضائل مِن مُماثِلْ
ولرُبَّ رأْيٍ قد رآه الزَّوجُ حقًّا وهو خائلْ
وأخالُ أنَّكِ تَحلُمين وأنَّ هذا الحلم زائلْ
سيعود زوجُكِ للوئام وليس عند الخلفِ طائلْ
وقالت ناهد فهمي:
إنِّي أرى بين السطورِ دموعَ قلبِك كالجداولْ
تَجري بألحانِ الأسى وخريرُها يشجي العقائلْ
لا تيْأسي فلرُبَّما عاد العَقوقُ إلى التَّواصُلْ
كم من ضحايا للرِّجال وكمْ نُعانِي من نوازل
وقال محمد جاد:
رقَّت برقَّتك الشَّمائلْ * وجمعتِ أشتاتَ الفضائلْ
أدبٌ وعِلمٌ ضُمِّنا * حِكَمَ الأواخر والأوائلْ
ظرفٌ ولطفٌ أَنسَيا * نِي سِحْرَ هاروتٍ وبابلْ
لك من كمالِك غُنْيةٌ * عن قاطعٍ ودًّا وواصلْ
أوَلستِ مخلصةً؟ فما * لكِ تأْسفين على المُخاتِلْ؟
لا تعْجبي من مَيلِهِ * فالدهرُ يا أُختاهُ مائِلْ
لاطفتِه حتَّى استطا * لَ فجرِّبي معه التثاقُلْ
كلُّ السعادة في الحيا * ةِ عقيلةٌ في بيت عاقل

فلما قرأ الزوج أبياتها وقرأ ردود الناس عليها وانفعال المجتمع لقصتها راجع نفسه وعاد إلى صوابه وجاء نادماً إلى زوجته واعتذر إليها
فنشرتْ هذه الأبيات:
قد عادَ لي زوجي الكريمُ وجاء يقْرع سنَّ نادمْ
من بعدِ ما قدَّرتُ أنَّ رجوعَه أضغاثُ حالِمْ
هيَ غضْبةٌ شعريَّةٌ أدَّتْ إلى حُسنِ الخواتم

الاثنين، 19 يناير 2015

الإصلاح بين الزوجين بالشِعر قصةٌ معاصرةٌ

الإصلاح بين الزوجين بالشِعر
قصةٌ معاصرةٌ

••••

قال الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي رحمه الله:

من أرقِّ ما قرأتُ من المساجلات الأدبية النبيلة، ما دار حول الشاعرة المصرية منيرة توفيق "رحمها الله" وبين زوجها

ومن حديثها أن زوجها المرموق ذا المنصب العالي، صاحَبَ جمعاً من الرجال وكأنهم خبّبوه على زوجته أو رغّبوه في غيرها فهجرها وقرر طلاقها، فكتبتْ هذه القصيدة ونشرتْها في إحدى المجلات الشهيرة

طَالَ السُّهَادُ وَأَرَّقَتْ = عَيْنِي الْكَوَارِثُ وَالنَّوَازِلْ

لمَّا جَفَانِي مَنْ أُحِبُّ = وَرَاحَ تَشْغَلُهُ الشَّوَاغِلْ

وَطَوَى صَحِيفَةَ حُبِّنَا = وَأَصَاخَ سَمْعًا لِلْعَوَاذِلْ

يَا أَيُّهَا الزَّوْجُ الْكَرِيـ = ـمُ وَأَيُّهَا الْحِبُّ الْمُوَاصِلْ

مَا لِي أَرَاكَ مُعَانِدِي = وَمُعَذِّبِي مِنْ غَيْرِ طَائِلْ؟!

لَمْ تَرْعَ لِي صِلَةَ الْهَوَى = وَهَجَرْتَنِي وَالْهَجْرُ قَاتِلْ

هَلْ رُمْتَ أَنْ تَغْدُو طَلِيقًا = لَا يَحُولُ هَوَاكَ حَائِلْ

أَوْ رُمْتَ غَيْرِي زَوْجَةً = يَا لَلْأَسَى مِمَّا تُحَاوِلْ

إِنْ تَبْغِ مَالاً فَالَّذِي = تَدْرِيهِ أَنَّ الْمَالَ زَائِلْ

أَوْ تَبْغِ أَصْلاً فَالَّتِي = قَاطَعْتَهَا بِنْتُ الْأَمَاثِلْ

أَوْ تَبْغِ حُسْنًا فَالْمَحَا = سِنُ جَمَّةٌ عِنْدِي مَوَاثِلْ

أَوْ تَبْغِ آَدَابًا فَأَشْـ = ـعَارِي عَلَى أَدَبِي دَلَائِلْ

أَنَا مَا حَفِظْتُ سِوَى الْوَفَا = ءِ وَلَا ادَّخَرْتُ سِوَى الْفَضَائِلْ

وَأَنَا وَلِي شَرَفُ الْعَفَا = فِ أُعَدُّ مَفْخَرَةَ الْعَقَائِلْ

فَجَزَيْتَنِي شَرَّ الْجَزَا = ءِ وَكُنْتَ فِيهِ غَيْرَ عَادِلْ

أَنَسِيتَ عَهْدًا قَدْ مَضَى = حُلْوَ التَّوَاصِلِ وَالتَّرَاسُلْ؟

أَيَّامَ تَبْذُلُ مِنْ وَسَا = ئِلَ أَوْ تُنَمِّقُ مِنْ رَسَائِلْ

وَتَبُثُّ مَعْسُولَ الْمُنَى = وَتَمُدُّ أَسْبَابَ الْوَسَائِلْ

وَلَبِثْتَ تُغْرِينِي بِمَا = تُبْدِيهِ مِنْ غُرِّ الشَّمَائِلْ

فَحَسِبْتُ أَنَّ الخير دا = همنِي وَأَنَّ السَّعْدَ مَاثِلْ

ظَنًّا بِأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ = لَا بِالْعَقُوقِ وَلَا الْمُخَاتِلْ

مَاذَا جَرَى فَهَجَرْتَنِي = وَهَوَاكَ فِي عَيْنَيَّ آهِلْ

عَاشَرْتَ أَهْلَ السُّوءِ فَاقْـ = تَنَصُوكَ فِي شَرِّ الْحَبَائِلْ

وَمَضَيْتَ تَطْلُبُ بَيْنَهُمْ = عَيْشَ الْمُقَيَّدِ بِالسَّلَاسِلْ

وَرَضِيتَ هَجْرَ خَلِيلَةٍ = هِيَ لَمْ تَزَلْ خَيْرَ الْحَلَائِلْ

وَاللهِ مَا فَكَّرْتُ يَوْ = مًا فِي جَفَاكَ وَلَمْ أُحَاوِلْ

فَجَفَوْتَني يَا قَاسِي الطِّبَ=عِ وَلَمْ تُدَارِ وَلَمْ تُجَامِلْ

فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ قَاتِلِي = وَالْمَوْت فِيمَا أَنْتَ فَاعِلْ

أَيْنَ الْمَوَدَّةُ فِي الْهَوَى فِي الأُمْـ = ـسِياتِ تَبُثُّهَا وَمَعَ الْأَصَائِلْ

أَيْنَ الْحَدِيثُ الْعَذْبُ مِنْـ = ـكَ وَأَيْنَ وَلَّى سِحْرُ بَابِلْ؟!

إِنِّي أُسَائِلُ أَيْنَ عَهْـ = ـدُكَ فِي الْهَوَى إِنِّي أُسَائِلْ؟!

فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ وَانْهَهَا = وَارْجِعْ إِلَى زَيْنِ العَقَائِلْ
==

فلما قرأها المصريون والمصريات اهتزوا لها وعارضوا قصيدتها بقصائد كثيرة، منها قصيدة خيرية أحمد:

عجَبي لزوْجِك كيف غيَّر عهدَه بعد التَّواصُلْ
هل لِلخلال الباهِراتِ ولِلفضائل مِن مُماثِلْ
ولرُبَّ رأْيٍ قد رآه الزَّوجُ حقًّا وهو خائلْ
وأخالُ أنَّكِ تَحلُمين وأنَّ هذا الحلم زائلْ
سيعود زوجُكِ للوئام وليس عند الخلفِ طائلْ

وقالت ناهد فهمي:

إنِّي أرى بين السطورِ دموعَ قلبِك كالجداولْ
تَجري بألحانِ الأسى وخريرُها يشجي العقائلْ
لا تيْأسي فلرُبَّما عاد العَقوقُ إلى التَّواصُلْ
كم من ضحايا للرِّجال وكمْ نُعانِي من نوازل
وقال محمد جاد:

رقَّت برقَّتك الشَّمائلْ * وجمعتِ أشتاتَ الفضائلْ
أدبٌ وعِلمٌ ضُمِّنا * حِكَمَ الأواخر والأوائلْ
ظرفٌ ولطفٌ أَنسَيا * نِي سِحْرَ هاروتٍ وبابلْ
لك من كمالِك غُنْيةٌ * عن قاطعٍ ودًّا وواصلْ
أوَلستِ مخلصةً؟ فما * لكِ تأْسفين على المُخاتِلْ؟
لا تعْجبي من مَيلِهِ * فالدهرُ يا أُختاهُ مائِلْ
لاطفتِه حتَّى استطا * لَ فجرِّبي معه التثاقُلْ
كلُّ السعادة في الحيا * ةِ عقيلةٌ في بيت عاقل

فلما قرأ الزوج أبياتها وقرأ ردود الناس عليها وانفعال المجتمع لقصتها راجع نفسه وعاد إلى صوابه وجاء نادماً إلى زوجته واعتذر إليها

فنشرتْ هذه الأبيات:

قد عادَ لي زوجي الكريمُ وجاء يقْرع سنَّ نادمْ

من بعدِ ما قدَّرتُ أنَّ رجوعَه أضغاثُ حالِمْ

هيَ غضْبةٌ شعريَّةٌ أدَّتْ إلى حُسنِ الخواتِمْ
فعلتْ به ما ليس تفْعلُه العزائِمُ والتَّمائمْ

الأحد، 18 يناير 2015

مراحل تشكل الغيوم ونزول المطر والبرد ذكرت تسلسلها آية واحدة من خلال سبعة مراحل.
قال الله ﷻ:
﴿ألم تر أن الله ﴾ دعوة للتأمل والتفكر فيما نراه في ملكوت الله
‏➊ ﴿يزجي سحابا﴾ أي : يسوق ويدفع   فتشكل البرَد يبدأ بدفع التيارات الهوائية للغيوم
ثم تأتي المرحلة الثانية:
➋﴿ثم يؤلف بينه﴾ أي: يجمع  بين
الغيوم لتشكل تجمعات كبيرة من السحب.
ثم تأتي المرحلة الأخيرة لتشكل الغيوم وهي الغيوم الركامية
➌﴿ثم يجعله ركاما﴾
أي: بعضها فوق بعض.
وهذا ما يحدث تماما في الغيوم الركامية حيث تدفعها التيارات الهوائية باتجاه الأعلى وتجمّعها وتكوّن شكلاً يشبه [الجبل].  وهي نفس الكلمة التي يستخدمها العلماء اليوم (الغيوم الركامية).
وفي المرحلة التالية يبدأ تشكل المطر ونزوله.
➍﴿فترى الودق﴾ أي:المطر الغزير﴿يخرج من خلاله﴾
أي:من جميع أجزاء الغيمة
إشارة إلى تشكل قطرات المطر وخروجها من أجزاء الغيمة.
وهذا ما ثبت علميا
فمن خلال اجتماع ملايين القطرات من الماء شديد البرودة تتشكل حبات البرد والتي تتجمع في أعلى وأوسط الغيمة.
➎﴿وينزل من السماء من جبال ﴾إشارة إلى الشكل الهندسي للغيوم الركامية، حيث تشبه الجبال في شكلها، وإشارة أيضا إلى أماكنِ تشكّلِ وتجمّعِ البرَد في أجزاء محددة من الغيوم وليس في كلها.
يقول العلماء : إن البرَد لا يوجد في جميع أجزاء الغيمة بل في مناطق محددة فيها، وينـزل من مناطق محددة أيضا وليس من الغيمة كلها، ولذلك فال تعالى:
﴿فيها من برد﴾
أي :إن جبال الغيوم الركامية تحوي شيئا من البرَد.
ولكن قسما كبيرا من البَرَد المتشكل يذوب قبل وصوله إلى الأرض، وقسما آخر يذوب داخل الغيمة.
وهذا ما عبَّر عنه القرآن بقوله تعالى:
➏﴿فيصيب به من يشاء ﴾
فتجد أن حبات البرد تبقى متجمدة حتى تصل إلى الأرض،﴿ويصرفه عن من يشاء ﴾
إشارة إلى وصول جزء من البرَد إلى الأرض، وذوبان الجزء الآخر وعدم وصوله إلى الأرض.
له تعالى يصيب بهذا البرَد من يشاء فتجد أن حبات البرد تبقى متجمدة حتى تصل إلى الأرض، ويصرف الله تعالى هذا البرد عمن يشاء من خلال ذوبان الجزء الأكبر من حبات البرد وعدم وصولها إلى الأرض.
➐ ﴿ يكاد سنا برقه ﴾
هذه المقاطع السبعة تُشكل آية عظيمة، تَحدث فيها الله تعالى عن تشكل البرد ومراحله وعلاقته بالبرق بكلمات في قمة البلاغة والبيان. ولكن العلماء استغرقوا عشرات السنين من البحث والتجارب، وبالنتيجة وصلوا إلى الحقائق ذاتها،

فصل في الصوت الحسن

للمفسرين

قال بعض أهل التفسير في قول الله تعالى: يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ

«1» : هو الصوت الحسن.

للنبي صلّى الله عليه وسلم

وقال النبي صلّى الله عليه وسلم لابي موسى الاشعري لما أعجبه حسن صوته: لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.

لأهل الطب

وزعم أهل الطب أن الصوت الحسن يسري في الجسم، ويجري في العروق، فيصفو له الدم، ويرتاح له القلب، وتنمو له النفس، وتهتز الجوارح، وتخف الحركات؛ ومن ذلك كرهوا للطفل أن ينوّم على أثر البكاء حتى يرقص ويطرب.

ليلى الاخيلية والحجاج

وقالت ليلى الاخيلية للحجاج حين سألها عن ولدها وأعجبه ما رأى من شبابه:

إني والله ما حملته سهوا، ولا وضعته يتنا، ولا أرضعته غيلا، ولا أنمته تئقا. تعني لم أنوّمه مستوحشا باكيا؛ وقولها: ما حملته سهوا، تعني في بقايا الحيض؛ ويقال: حملت المرأة وضعا وتضعا، إذ حملت في استقبال الحيض؛ وقولها: ولا وضعته يتنا، تعني منكسا؛ وقولها: ولا أرضعته غيلا، تعني لبنا فاسدا.

للفلاسفة

وزعمت الفلاسفة أن النغم فضلّ بقي من المنطق لم يقدر اللسان على استخراجه فاستخرجته الطبيعة بالالحان على الترجيع لا على التقطيع، فلما ظهر عشقته النفس وحنّ إليه الروح؛ ولذلك قال أفلاطون: لا ينبغي ان تمنع النفس من معاشقة بعضها بعضا؛ ألا ترى ان اهل الصناعات كلّها إذا خافوا الملالة والفتور على أبدانهم، ترنّموا بالالحان، فاستراحت لها أنفسهم.

وليس من احد كائنا من كان إلا وهو يطرب من صوت نفسه، ويعجبه طنين رأسه؛ ولو لم يكن من فضل الصوت إلا أنه ليس في الأرض لذة تكتسب من مأكل أو ملبس أو مشرب أو نكاح أو صيد، إلا وفيه معاناة على البدن، وتعب على الجوارح. غيره، لكفى.

وقد يتوصل بالالحان الحسان إلى خير الدنيا والآخرة؛ ذلك أنها تبعث على مكارم الاخلاق، من اصطناع المعروف، وصلة الرحم، والذبّ عن الاعراض، والتجاوز عن الذنوب؛ وقد يبكي الرجل بها على خطيئته، ويرق القلب من قسوته، ويتذكر نعيم الملكوت ويمثله في ضميره.

وكان أبو يوسف القاضي ربما حضر مجلس الرشيد وفيه الغناء، فيجعل مكان السرور به بكاء، كأنه يتذكر به نعيم الآخرة!.

لابن أبي داود

وقال أحمد بن أبي داود إن كنت لاسمع الغناء من مخارق عند المعتصم، فيقع علي البكاء!.

حتى إن البهائم لتحنّ إلى الصوت الحسن وتعرف فضله؛ وقال العتابي وذكر رجلا، فقال: والله إن جليسه لطيب عشرته لأطرب من الإبل على الحداء، والنحل على الغناء.

لصاحب الفلاحات

وكان صاحب الفلاحات يقول بأن النحل أطرب الحيوان كله إلى الغناء، وإن افراخها لتستنزل بمثل الزّجل والصوت الحسن.

قال الراجز:

والطّير قد يسوقه للموت ... إصغاؤه إلى حنين الصّوت

وبعد، فهل خلق الله شيئا اوقع بالقلوب وأشدّ اختلاسا للعقول، من الصوت الحسن، لا سيما إذا كان من وجه حسن، كما قال الشاعر:

ربّ سماع حسن ... سمعته من حسن

مقرّب من فرح ... مبعّد من حزن

لا فارقاني أبدا ... في صحة من بدني

وهل على الارض رعديد «1» مستطار الفؤاد، بتغنّى بقول جرير بن الخطفي:

قل للجبان إذا تأخّر سرجه ... هل أنت من شرك المنية ناجي

إلا ثاب إليه روحه، وقوي قلبه؟ أم على الأرض بخيل قد تقفّعت «2» أطرافه لؤما، ثم غنى بقول حاتم الطائي:

يرى البخيل سبيل المال واحدة ... إنّ الجواد يرى في ماله سبلا

إلا انبسطت أنامله ورشحت أطرافه؟ أم هل على الارض غريب نازح الدار بعيد المحل، يتغنى بشعر علي بن الجهم:

يا وحشتا للغريب في البلد النّا ... زح ماذا بنفسه صنعا

فارق أحبابه فما انتفعوا ... بالعيش من بعده ولا انتفعا

يقول في نأويه وغربته ... عدل من الله كلّ ما صنعا

إلا انقطعت كبده حنينا إلى وطنه، وتشوّقا إلى سكنه؟

( العقد الفريد - ابن عبدربه الاندلسي )

‏لا حرج على المرء في تخير الصوت الحسن المؤثر ،سأل رجل أحمد بن حنبل عن الصلاة في المسجد البعيد عن الحي؟فقال له الإمام:(انظر ما هو أنفع لقلبك)

الاثنين، 12 يناير 2015

أهتم بالأهم

يحكى أن الأمير ابن طولون أراد أن يؤدّب ولده ، وكان الولد أكولاً نهماً ؛ فأرسل الوزيرَ في ساعة من الليل, وقال له : ائتني به فوراً , ولا تسمح له بأكل شيء قبل أن تشخصه إليّ ، ذهب الوزير, وقال للولد : أجب الأمير ، قال أمهلني قليلاً لآكل ، قال : أجب الأمير فوراً على هيئتك الآن ، وذهب الولد ، فجلس في قاعة انتظار حتى طال به الجلوس واشتد به الجوع ، قال والده : أدخلوه الغرفة ؛ فدخل ووجد على الخوان ألواناً من الأطعمة اليسيرة التي نسميها (مقبّلات) الجرجير والبقول والسلطات وما شابه ، فوقع عليها أكلاً حتى شبع وهدأت نفسه ، ثم أمر الأمير أن يؤذن للولد على مائدة من أجود أنواع الأطعمة مما لذ وطاب من الوجبات الرئيسة ، وعليها الأمير ووزراؤه وحاشيته ، فأكلوا وانقبض الولد .. سأله أبوه : لماذا لا تأكل ؟ قال : قد شبعت ، ولم أعلم أن ثمت طعاماً آخر هو ألذ وأطيب ..
قال الأمير : إنما أحضرتك لألقنك درساً في حياتك ، ليس لك إلا بطن واحد, فإذا ملأته بالبقول والأطعمة الأولية؛ لم تجد نفسك في الطعام الذي هو أكثر نفعاً وأعظم لذة ، وهكذا إذا ملأت وقتك بالأمور الصغيرة ضاق عن جلائل الأعمال وفضائلها ..