الجمعة، 22 أغسطس 2014

قال ابن مفلح:(وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه).

كلمة نادرة لابن مفلح

ابن مفلح أحد دواهي الفقه الإسلامي .. وكان محل تعظيم من شيوخه وأقرانه ومن بعدهم .. وقد كان ابن تيمية –وهو أحد شيوخه- يقول عنه (أنت لست ابن مفلح، بل أنت المفلح)  .. وكان ابن القيم –وهو أحد أقرانه- يقول عنه (ماتحت قبة الفلك أعلم بمذهب أحمد من ابن مفلح) .. وكان ابن القيم يراجع ابن مفلح لمعرفة اختيارات ابن تيمية حيث كان أضبط الناس لها. وكان ابن حجر يقول عنه (أورد ابن مفلح في كتابه الفروع ما أبهر العلماء) .. وكل من عانى تحرير اختيارات ابن تيمية علم أن الناس فيها عالة على ابن مفلح، حتى أمثال ابن القيم والبعلي والمرداوي فضلاً عمن بعدهم.

المهم أن ابن مفلح هذا .. حين انتهى من عرض الاتجاهات وحصيلة الروايات عن أحمد، عقب –على غير عادته- بجملة أخلاقية واحدة فاستطاع أن يلخص كل هذه الفكرة الأخلاقية في جملة واحدة ..

وهذا هو سر الشئ المدهش في عبارة ابن مفلح .. فبدلاً من أن يقدم موعظة خالصة .. عمد إلى تفتيت وهج الفتنة ذاتها.. حيث يقول ابن مفلح في عبارته المركزة:

(وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه).

لا إله إلا الله .. والله العظيم لقد صدق .. كم من وجه خلاب للمارة .. لايراه من حل له إلا دون ذلك !

ولذلك .. اصرف بصرك وتأكد أن الموضوع أقل بكثير مما تتصور .. لكنها هالة البعيد والوهج الزائف لغير المقدور عليه ..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: 
(قل للْمؤمِنين يَغضّوا مِنْ أَبصارِهِمْ وَيحْفظوا فُرُوجهُم ذلك أزكَى لهُم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق