قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة) [رواه البخاري]
●معنى الحديث :أن أكثر الناس أهل نقص، وأما أهل الكمال منهم فعددهم قليل
فهم بمنزلة الراحلة في الإبل المحمولة
وهذا المعنى يبينه بجلاء رواية مسلم:
(تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة)
●فالمعنى:لا تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون
قويا يتحمل طول الطريق
وثقل الحمل
ووطيئا سهل الانقياد
كما في الحديث:(إنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد)
يعني:سهل القياد،لا ينتصر لحظوظ نفسه ويعاند
بل يتبع الحق حيثما قيد بالحق انقاد، كالجمل الأنف الذي يجعل الزمام في أنفه ويجر به،لا يستطيع أن يخالف قائده، فكذلك المؤمن ينقاد حيثما قيد بالنصوص،لا أنه مغفل يجر حيثما أراد من أراد أن يجره، ويستهويه إلى هواه.
■فالحديث بين أن الناس كثير والمرضي منهم قليل
كما قال الشاعر:
ما أكثر الناس بل ما أقلهم
والله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها
على كثير ولكن لا أرى أحدا
فلكي لا يصدمك خذلان الناس
لا تعقد عليهم الآمال كثيرا
■كما يبين أن الناس يتفاوتون
في القدرات العقلية والذهنية
وفي تحملهم للأعباء
وفي التزامهم بالمهام...
ويدعونا ذلك لأن نكون واقعيين فيما نطلبه وننتظره من أبنائنا وأهلينا والعاملين معنا والناس من حولنا فالناس لن يكونوا كلهم رواحل، ولا يسوغ أن نرسم صورة مثالية وننتظر من الناس جميعا أن يصلوا إليها.
ولنتقبل الناس على ما هم عليه
ولنأخذ بالأمر الرباني:{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق