الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

قصة ﺃﺣﻀﺮﻱ ﻟﻲ ﺣﺒّﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎً

ﺗﺮﻭﻱ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺻﻴﻨﻴّﺔ
ﺃﻥّ ﺳﻴّﺪﺓ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﻓﻲ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﺭﺿﺎ ﺣﺘّﻰ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﺍﺧﺘﻄﻒ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﺑﻦ
ﺣﺰﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺣﺰﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﺪﻫﺎ
... ﺫﻫﺒﺖ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ
ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﺻﻌﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ
ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸّﻴﺦ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ـ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ
ﻃﻠﺒﻬﺎـ ﺛﻢّ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺖ ﺗﻄﻠﺒﻴﻦ ﻭﺻﻔﺔ؟ ﺣﺴﻨﺎً
ﺃﺣﻀﺮﻱ ﻟﻲ ﺣﺒّﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎً
ﻭﺑﻜﻞ ﻫﻤﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ
ﺗﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺪﻓﻬﺎ
ﺣﺒﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎً
ﻃﺮﻗﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ 🚪 ﺑﺎﺑﺎً ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺷﺎﺑﺔ
ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻫﻞ ﻋﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺣﺰﻧﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﻭﺃﺟﺎﺑﺖ:
ﻭﻫﻞ ﻋﺮﻑ ﺑﻴﺘﻲ ﻫﺬﺍ ﺇﻷ ﻛﻞ ﺣﺰﻥ؟!
ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺤﻜﻲ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ، ﻭﺗﺮﻙ
ﻟﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﻦ
ﻭﻹﻋﺎﻟﺘﻬﻢ ﻗﻤﺖ ﺑﺒﻴﻊ ﺃﺛﺎﺙ ﺍﻟﺪﺍﺭ
ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ
ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍً ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﺎ
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﻴﺘﺎً ﺁﺧﺮ
ﻭﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ
ﻭﻋﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﺮﻳﺾ ﺟﺪﺍً،
ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﻛﺎﻑ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ.
ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻭﺍﺷﺘﺮﺕ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ
ﻧﻘﻮﺩ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺑﻘﻮﻝ ﻭﺩﻗﻴﻖ ﻭﺯﻳﺖ
ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭ
ﻭﺳﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺒﺦ ﻭﺟﺒﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻸﻭﻻﺩ
ﻭﺍﺷﺘﺮﻛﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﺛﻢ ﻭﺩﻋﺘﻬﺎ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺗﻄﻮﻑ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ
ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺒﺔ ﺍﻟﺨﺮﺩﻝ ﻭﻃﺎﻝ ﺑﺤﺜﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ
ﺗﺠﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎً، ﻟﻜﻲ
ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﺣﺒﺔ ﺍﻟﺨﺮﺩﻝ .
ﻭﺑﻤﺮﻭﺭﺍﻷﻳﺎﻡ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻜﻞ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ،
ﻧﺴﻴﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ
ﻋﻠﻰ ﺣﺒﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺰﻥ.
ﺫﺍﺑﺖ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻭﻟﻢ ﺗﺪﺭﻙ ﻗﻂ ﺇﻥ ﺣﻜﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﻗﺪ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺻﻔﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﻥ ✔.
ﻟﺴﺖ ﻭﺣﺪﻙ..
ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﻣﻬﻤﻮﻣﺎ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻏﻴﺮﻙ
ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺃﺳﻮﺃ ﺑﻜﺜﻴﺮ ..
ﻭﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﺻﻔﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺨﻠﻖ ﺟﻮ
ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻜﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ
ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﻴﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻬﺐ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ .. ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻱ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺰﻥ ...
ﺟَﻬﻠَﺖ ﻋﻴﻮﻥُ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ
. . . . . . . ﻓﻮﺟﺪﺕُ ﺭﺑّﻲ ﺑﺎﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺑﺼﻴﺮﺍ
ﻳﺎ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥُ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮُ ﻓﻲ ﺩﻣﻲ
. . . . . ﺩﻋﻨﻲ , ﻓﻘﻠﺒﻲ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﻴﺮﺍ
ﺭﺑّﻲ ﻣﻌﻲ , ﻓﻤَﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺸﻰ ﺇﺫﻥ
. . . . . ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺭﺑّﻲ ﻳُﺤﺴِﻦُ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮﺍ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺮﺁﻧﻪ
. . . .. ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺮﺑّﻚ ﻫﺎﺩﻳﺎً ﻭﻧﺼﻴﺮﺍ ..
ﻗﺎﻝ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﻻﺑﻨﻪ :
ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ، ﺇﺫﺍ ﻣﺮَّ ﺑﻚ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺩﻳﻨﻚ ،
ﻭﺟﺴﻤﻚ، ﻭﻣﺎﻟﻚ ، ﻭﻋﻴﺎﻟﻚ ﻓﺄﻛﺜِﺮ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻠَّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،
ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻮﺏ ﺩﻳﻨﻪ ، ﻭﻣﻨﺰﻭﻉ ﻣُﻠﻜﻪ ، ﻭﻣﻬﺘﻮﻙ ﺳﺘﺮﻩ ،
ﻭﻣﻘﺼﻮﻡ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻓﻴﺔ ..
‏( ﺣﺮﻛﻮﺍ ﺃﻟﺴﻨﺘﻜﻢ ﺑﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﻤﺪﻭﻩ ﻭﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﻣﻦﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق