الأحد، 2 نوفمبر 2014

هل يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان و صيام عاشوراء؟!

❁سؤال/هل يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان و صيام عاشوراء؟!
✪الجواب/
هذه المسألة[الجمع بين عبادتين في نية واحدة] تعرف عند الفقهاء بمسألة:
[التشريك، أو التداخل بين العبادات]
■ولها صور كثيرة منها هذه الصورة وهي: الجمع بين الواجب والمستحب بنية واحدة.
■وبيان حكمها بالتفصيل أن العبادات تنقسم إلى قسمين:
■القسم الأول: عبادات مقصودة لذاتها وليست مطلقة.
مثل: الفرائض من الصلاة والصيام
وكالسنن الرواتب.
فهذه لا يصح فيها التداخل ولا التشريك.
■القسم الثاني: عبادات مطلقة، وليست مقصودة لذاتها، والمطلوب فيها الفعل والامتثال.
كالسنن المطلقة من الصلاة والصيام.
فهذه يصح فيها التداخل والتشريك.
☆فإذا كان ذلك الجمع في الوسائل
أو مما يتداخل صح التشريك بينهما.
●كما لو اغتسل الجنب يوم الجمعة للجمعة ولرفع الجنابة، فإن جنابته ترتفع، ويحصل له ثواب غسل الجمعة.
ففي الحديت:«من غسَّل يوم الجمعة و اغْتَسَل [ومعناه عند جمع من العلماء: غسل الجماع فأوجب على زوجته الغسل واغتسل هو أيضا بسب ذلك]...له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها ».
●وكذا "من نوى بغسله أو بتيممه رفع الحدث الأصغر والأكبر، فالحدث الأصغر يرتفع بالطهارة إذا ارتفع الأكبر،لأنَّ فعلهما واحد، وكذلك التيمم".
فالنيات في العبادات المطلقة [غير المقصودة لذاتها]يمكن أن تتداخل، فتصح صلاة ركعتين بنية سنة الوضوء، وتحية المسجد، والاستخارة، فتنعقد النوايا الثلاث،ويتحصل المؤمن الأجور كلها بعمل واحد.
☆وإن كانت إحدى العبادتين غير مقصودة لذاتها[ وهي التي يمكن أن تندرج في غيرها]
والأخرى مقصودة لذاتها [وهي التي قصد الشرع فعلها بخصوصها]
صح الجمع والتشريك فيهما.
مثال ذلك :
●تحية المسجد، فالمقصود منها شغل البقعة بالصلاة.
‏ قال النبي ﷺ:« إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ». متفق عليه
فمراد الشارع يتحقق بحصول الفعل فتحية المسجد تحصل بأداء الصلاة [فريضة كانت أو نفلا].
☆وكذلك إذا قصد القضاء في الأيام الفاضلة: كالعشر الأول من ذي الحجة، وشهر الله المحرم [ومن ذلك تاسوعاء والحادي عشر]، والأيام البيض، ويوم الاثنين والخميس .
فبفضل الله يجزيه القضاء ويكتب له فضل هذه الأيام،قال النبي ﷺ:«إن الأعمال ترفع يوم الاثنين والخميس فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
لأن المقصود أن تكون هذه الأيام صوما للمؤمن .
■فمن صام ولو صياما واجبا في هذه الأيام نال فضيلة صيامها وكان داخلا في مفهوم الحديث.
وأما الجمع بين عبادتين مقصودتين بذاتهما كمسألتنا هذه
فقد اختلف فيها الفقهاء .
■والراجح :
♢أنه لا يصح صيام عاشوراء [ولا يوم عرفة ولا الست من شوال] بنية قضاء يوم من رمضان وذلك للأمور التالية:
‏➊ لأن صيام القضاء وصوم عاشوراء عبادتان مقصودتان لذاتهما.
➋ لأن كلاً من الصوم الواجب وصوم التطوع مستقل عن الآخر، لا يندرج تحته، فلا يصح أن يجمع بينهما بنية واحدة.
‏قال رسول الله ﷺ:«إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ». متفق عليه.
ومن معاني النية التفريق بين العبادات بعضها عن بعض
والتمييز بين العبادات المتشابهة كالفرض والنفل.
□كما قال الناظم عن مقاصد النية:
مَقْصُودُهَا التَّمْيِيزُ لِلْعِبَادَهْ
مِمَّا يَكُونُ شِبْهَهَا في الْعَادَهْ
كَمَا تَمِيزُ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضِ
في رُتَبٍ كَالْغُسْلِ وَالتَّوَضِّي.
➌ من المتفق عليه اشتراط التعيين
في رواتب الصلاة.
فكذلك في الصوم المعين كعاشوراء.
➍ ‏صيام عاشوراء عبادة مقيدة بوقت والفضل متعلق باليوم العاشر من المحرم.
لذلك ‏لا يشرع قضاؤه لأنه صوم فات وقته.
ولذا ﻛﺎﻥ ابن عباس- رضي الله عنه - ﻳﺼﻮمه ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ
فقيل له: لم تصوم وأنت تفطر في رمضان في السفر؟
قال:"إن رمضان له عدة من أيام أخر، وإن عاشوراء يفوت".
وروي مثل هذا عن الإمام الزهري
-رحمه الله-.
وثبت عن جمع من السلف أنهم يصومون عاشوراء في السفر ابتغاء تحصيل فضيلته ولأنه مما لايقضى.
➎أن صيام عاشوراء يترتب عليه
-بفضل الله- تكفير سنة كاملة من جميع الذنوب[ باستثناء :الكبائر وحقوق العباد فلا بد لها من توبة نصوح ‏لقول النبي ﷺ :« الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر »رواه مسلم ]
☆كما قال النبي ﷺ:« صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله».
وفي رواية «أنهﷺ سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال:
يكفر السنة الماضية».رواه مسلم
وصيام الواجب يترتب عليه قضاء فرض في الذمة.
ولكن إن وافق الأيام الفاضلة المطلقة[كالاثنين والخميس] فيرجى
نيل الفضلين.
➏ أنها تشبه السنن الرواتب في عدم التداخل بينها وبين الصلوات المفروضة، فلو أقيمت صلاة الفجر ولم تصلى راتبتها لم تجزي عنها صلاة الفريضة،
☆‏فعن عائشة- رضي الله عنها - قالت:«لم يكن النبيﷺعلى شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر» .متفق عليه
وقال النبي ﷺ:«ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها »رواه مسلم
➐ القول بعدم التشريك في النية
في صيام القضاء مع عاشوراء،
هو الأحوط للعبادة.
والمؤمن يعمل بما هو أوثق وأحوط له في دينه وأبرأ لذمته، "وحيث إن ذمة المكلف مشغولة بالعبادة المطلوبة يقينا فيجب أن تؤدى العبادة على وجه يتيقن المكلف أو يغلب على ظنه أنه قد برئت ذمته" لأن الذمة إذا عمرت بيقين لا تبرأ إلا بيقين.
[واليقين لا يزول بالشك]
والخروج من الخلاف أولى وأفضل.
والله أعلم.
✏د.سالم بن علي بن ارحمه الشويهي.
https://twitter.com/drsalem283/status/528959846742491136?s=08

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق