قال تعالى في سورة الطلاق:﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا * فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا... ومن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾.
☆ فالله -جلَّ وعلا -أمَر المطلق بالطلاق طلقةً واحدةً رجعيَّةً، فمَن تعدَّى ما حدَّ الله له بالطلاق الثلاث فقد ظلم نفسه؛لأنَّه لا يدري لعلَّ الله يُحدِثُ بعد ذلك أمرًا؛وهو الرغبة في الرجعة، فكان في ذلك نهي عن طلاق الثلاث، ثم بيَّن سبحانه أنَّ مَن طلَّق كما أمره الله يكون له مخرج في الرجعة في العدَّة، وأنَّ مَن يتَّقيه في طلاق السُّنَّة يجعل له من أمره يسرًا في الرجعة.
•جاء رجلٌ إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -فقال: إنَّي طلَّق امرأتي ثلاثًا.
فقال له:"ينطلقُ أحدكم فيركب الحموقة ثم يقول:يا ابن عباس، يا ابن عباس، وإنْ الله قال:﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾،وإنَّك لم تتَّقِ الله فلم أجدْ لك مَخرَجًا، عصيت ربك،.."
•في سنن النسائي :"أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أُخبر عن رجلٍ طلَّق امرأته ثلاث تطليقات جميعًا، فغضب ثم قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:(أيُلعَبُ بكتاب الله وأنا بين أظهركم!) ،
•وكان عمر - رضِي الله عنه -: إذا أُتِي برجلٍ طلق ثلاثًا أوجعه ضربًا.
• وقال علي - رضِي الله عنه -: "لو أنَّ الناس أصابوا حدَّ الطلاق ما ندم رجلٌ على امرأةٍ، يطلقها واحدة، ثم يتركها حتى تحيض ثلاث حِيَض".
• و رُوِيَ عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنَّه أتاه رجل فقال: إنَّ عمِّي طلَّق امرأته ثلاثًا، فقال: إنَّ عمَّك عصى الله، فأندمه الله، فلم يجعل له مخرجًا).
●الخلاصة - :أنَّ الطلاق الشرعي الذي يجبُ التقيُّد به طاعةً لله تعالى ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمن عزَم على الطلاق لسبب وجيه:
■ أنْ يكون الطلاق في حال طُهْرٍ لم يحصل فيه جماع، أو في حال الحمل الذي تبين.
■وأنْ يكون بطلقةٍ واحدة فقط، وألا يتبعها بطلقةٍ أخرى حتى تنتهي عدَّتها.
■وأن لايخرجها ولا تخرج من بيتها حتى تنتهي عدتها .
■ويشرع لها أن تتجمل وتتزين لزوجها فلعله يغير رأيه
□فإذا جامعها قبل انقضاء العدة اعتبرت هذه المجامعة رجعة وإعادة للنكاح على حاله.
♡فلو التزم الناس بذلك لقل الطلاق ولما ندم عليه أحد.
♥فالطلاق سببه مخالفة الزوجين لتعاليم الشرع.
☆وهذا توجيه نبوي كريم لو عملت به النساء لقل الطلاق والنفرة والشقاق.
★قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَلَاْ أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ ؟! كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ ، إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا ، قَالَت : هَذِه يَدِي فِي يَدِكَ ، لَاْ أَكْتَحِلُ بِغُمضٍ َحتَّى تَرضَى ] ( الوَدود ) : أي المتحببة إلى زوجها ، ( التي إذا ظُلمت ) ، يعني ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق أو جور في قسم ونحو ذلك ، قالت مستعطفةً له : ( هذه يدي في يدك ) أي : ذاتي في قبضتك ( لا أذوق غُمضا ) : لا أذوق نوما .
أسأل الله أن يديم السعادة والوفاق على جميع الأسر.
https://www.youtube.com/watch?v=KtDnwv_dCSA&feature=youtube_gdata_player
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق