الجمعة، 20 نوفمبر 2015


«الملقوف» باللهجة الكويتية والخليجية، و«الحشري» باللهجة المصرية وعند بعض أهل الشام، يقصد بها الشخص الفضولي الذي يتدخل فيما لا يعنيه، فيسأل عن كل شيء ويُعلّق على كل شيء.

هذا الشخص تقابله في المجالس والعمل وفي الطريق عند الحوادث، وعبر وسائل التواصل.

يبدي رأيه وإن لم يُطلب منه، يسألك عن الطرف الآخر الذي كان معك على خط الهاتف من غير أن يكون له علاقة في الموضوع.

يُدافع عن بعض أخطاء الوزارات أو المسؤولين، وهو ليس طرفاً في القضية، أو مخولاً من قبل تلك الجهة، وليس له صفة كناطق رسمي باسمها!!

ينطبق عليه المثل الشعبي: «يدخّل عصّه بشيء ما يخصّه».

ونصيحتنا لهذه النوعية من البشر هي وصية النبي عليه الصلاة والسلام والتي يقول فيها: «من حسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه».

إن تدخل الإنسان فيما لا يعنيه هو نوع من حرمان التوفيق من رب العالمين، فقد رُوِي عن الحسن قوله: «من علامة إعراض الله تعالى عن العبد، أن يشغله فيما لا يعنيه».

يُذْكر أن شاباً خرج مجاهداً مع النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة فقُتل، فقالت أُمّه: هنيئا لولدي الجنة - على اعتبار أنه قتل في المعركة مع الرسول - فقال لها عليه الصلاة والسلام: «ما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه»!!

وهنا لا بد من إيضاح مسألة تتعلق بمبدأ (عدم التدخل فيما لا يعنيك)، وهي أن يسير وفق الضوابط الشرعية، فإنكار المنكر لا يدخل في هذا المعنى، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بإنكار المنكر بحسب الاستطاعة (اليد - اللسان - القلب)، وكذلك الدفاع عن عرض أخيك المسلم في غيبته ففي الحديث:«من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة».

كما أن الحديث عن قضايا المسلمين والدفاع عن حقوقهم لا يدخل في هذا الباب أيضاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبّه المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.

إن التدخل فيما لا يعنيك قد يجلب لك نتائج لم تكن تتوقعها،وقد توقع نفسك في حرج أنت في غنى عنه، وقد تسمع كلاماً، كان الأولى بك لو حفظت كرامتك عنه، وفي المثل المصري «يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا ريحتها».

ويقول العرب في حِكَمِهم: «من تدخّل فيما لا يعنيه، سمع ما لا يرضيه».

فهل يُعدّل بعض الملاقيف طبعه ليحفظ كرامته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق