الثلاثاء، 26 يناير 2016

‏كريم بمشاعرك خارج البيت وبخيل داخله.. ( خيركم خيركم لأهله )

#أولويات_مفقودة  هذه الكارثة/ جفاف المشاعر سببه امتناع القطر / وخارج البيت تتعدد مصادر الإرتواء فتهيج وتخضر وعند الإقتراب يبدأ التصحر / لانستغرب
‏إذا رأيت أمك فتذكر أن الجنة تحت قدميها وإذا رأيت زوجتك فتذكر خيركم خيركم لأهله وإذا رأيت ابنتك فتذكر أنها سترك من النار بالاخره
‏النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خيركم
خيركم لأهله
وأنا خيركم لأهلي"
فالإحسان إلى أهلك سبب لرضا الله عنك،
فهم سبب خير وليسو عاراً !
إذا لم ينتظرك أهل بيتك
وكأنك غيث مقبل
فراجع حساباتك
المرأة كانت معززة مكره في بيت أهلها
وقصة الذي يلاعب بنته
وقالت له زوجته ماذا تقول إذا تزوجت وغربها زوجها
حتى المرأة يطلب منها أن تكون خيرة في بيتها
وقوله وانا خيركم لأهلي فهو قد ضرب لنا أفضل مثل في التعامل والخلق مع الأسرة
فكل زوجاته يرويها لنا أجمل المواقف في الحب والحنان
لذا كانت سيرته بجد ذاتها معجزة
ومن أحسن ما مدح به النبي قول عبد الله بن رواحة: لولم تكن فيه آيات مبينة, كانت بديهته تنبيك بالخبر
لَو لَم تَكُن فيهِ آياتٌ مُبَيَّنَةٌ *** كانَت بَديهَتُهُ تُنبيكَ بِالخَبَرِ.
قال ابن حزم : " . ... له بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً ، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفى .." .
‏معيار صدق أخلاق الإنسان أخلاقه مع أهله، لأن تصنّع الأخلاق كل أحدٍ يستطيعه، لكن الخُلُق الدائم لا يُتصنّع، قال ﷺ (خيركم، خيركم لأهله)
‏عجباً لأمره ..
في بيته مع أهله وأخواته
كائن متوحش وفي تويتر
يظهر بصورة ملاااااااك
فقط لينال إعجابـ هن ❗️
للتذكير فقط  👇🏻
(خيركم خيركم لأهله)

قال الإمام العلامة الشوكاني-رحمه الله- في
نيل الأوطار (264/2).
فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقا وأشجعهم نفسا وأقلهم خيرا،
وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره، 
ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق، نسأل الله السلامة.
قال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه هكذا علمتني الحياة : 

كثير من الناس يكونون داخل بيوتهم من أفظِّ الناس وأغلظهم، وهم خارجها من ألطف الناس وآنسهم.
صلاتك وصيامك وحجك وصدقتك وما تفعله من الطاعات لن تبلغك الخيرية عند الله مالم تحسن لاهلك(خيركم خيركم لاهله)
في العمل هاها في الشارع ها ها في المجالس هاها
وفي البيت هم هم وشب
خيركم خيركم لأهله " .

قال الشوكاني رحمه الله تعالى :

في ذلك تنبيه على أعلى الناس رتبة في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله فإن الأهل هم الأحقاء بالبِشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضر ، فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس ، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر ، وكثيراً ما يقع الناس في هذه الورطة فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقاً وأشحهم نفساً وأقلهم خيراً ، وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره ، ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق ، نسأل الله السلامة .

"انتهى من نيل الأوطار " ( 6 / 360 )
‏.
.
همسة أسرية

"خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي "

قاعدة نبوية عظيمة في التعامل...مع الاهل فإن كنت مع غيرهم الطف فراجع نفسك
إذا لم تسعد بعد امك وأهلك
فلن تسعد بك أمتك ومجتمعك

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

إن البلاء موكل بالمنطق


إن البلاء موكل بالمنطق

البلاء موكل بالمنطق ؛ عبارة لها تحقيق في واقع الناس ، ومنْ يبحث في ذلك يرى عجبًا ؛ وقد ردت كحديث جاء عن عدة من الصحابة ، لكن طرقه كلها معلولة لا تصح ، ولا تتقوى .
وفي ( مجمع الأمثال ) : قال المفضل : يقال : إن أول من قال ذلك أبو بكر الصديق  فيما ذكره ابن عباس  قال : حدثني علي ابن أبي طالب  : لما أُمِرَ رسولُ اللَّه  أن يَعْرِضَ نفسَه على قبائل العرب ، خرج وأنا معه وأبو بكر ، فَدُفِعْنَا إلى مجلسٍ من مجالس العرب ، فتقدم أبو بكر وكان نَسَّابة ، فسَلَّم ، فردُّوا  ؛ فقال : ممن القوم ؟ قالوا : من ربيعة ، فقال : أمِنْ هامتها أم من لَهَازمها ؟ قالوا : من هامتها العظمى ؛ قال : فأيُّ هامتها العظمى أنتم ؟ قالوا : ذُهْلٌ الأكبر ؛ قال : أفمنكم عَوْف الذي يقال له لاَ حُرَّ بِوَادِي عَوْف ؟ قالوا : لا ؛ قال : أفمنكم بِسْطَام ذُو اللَّواء ومنتهى الأحياء ؟ قالوا : لا ؛ قال : أفمنكم جَسَّاس بن مُرَّةَ حامي الذِّمار ومانِعُ الجار ؟ قالوا : لا ؛ قال : أفمنكم الحَوْفَزَان قاتل الملوك وسالبها أنفَسها ؟ قالوا : لا ؛ قال : أفمنكم المزدَلف صاحب العِمَامة الفَرْدة ؟ قالوا : لا ؛ قال : أفأنتم أخوال الملوك من كِنْدَة ؟ قالوا : لا ؛ قال : فلستم ذُهْلا الأكبر ، أنتم ذهل الأصغر .
فقام إليه غلام ، قد بَقَلَ وَجْههُ ، يقال له : دغفل ، فقال :

إنَّ عَلَى سِائِلِناَ أنْ نَسْأَلَه ... وَالْعِبْءُ لاَ تَعْرِفُهُ أوْ تَحْمِلَهُ

يا هذا ، إنك قد سألتنا فلم نكتمك شيئًا ، فمَنِ الرجل أنت ؟ قال : رجل من قريش ، قال : بخٍ بخ أهل الشرف والرياسة ، فمن أي قرش أنت ؟ قال : من تَيْم بن مُرَّة ؛ قال : أمْكَنْتَ واللَّه الرامي من صفاء الثغرة ؛ أفمنكم قُصَيُّ بن كلاب ، الذي جَمَعَ القبائل من فِهْر ، وكان يُدْعَى مُجَمِّعًا ؟ قال : لا ؛ قال : أفمنكم هاشم ، الذي هَشَم الثريدَ لقومه ، ورجالُ مكة مُسْنتُونَ عِجَاف ؟ قال : لا ، قال : أفمنكم شَيْبَةُ الحمدِ ، مُطْعم طير السماء ، الذي كأن في وجهه قمرًا يضيء ليل الظلام الداجي ؟ قال : لا ، قال : أفمن المُفِيضينَ بالناس أنت ؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل النَّدْوَة أنت ؟ قال : لا ؛ قال : أفمن أهل الرِّفادة أنت ؟ قال : لا ؛ قال : أفمن أهل الحِجَابة أنت ؟ قال : لا ؛ قال : أفمن أهل السِّقَاية أنت ؟ قال : لا .
قال ( أي علي ) : واجتذبَ أبو بكر زِمام ناقته ، فرجع إلى رسول اللّه  ؛ فقال دغفل : صادَفَ دَرأ السيل دَرْأً يصدعُهُ ؛ أما واللَّه لو ثَبَتَّ لأخبرتك أنك من زَمَعَات قريش ، أو ما أنا بدغفل .
قال : فتبسَّم رسولُ اللّه  ؛ قال علي : قلت لأبي بكر : لقد وقَعْتَ من الأعرابي على باقِعَةٍ ! قال : أجَلْ ، إن لكل طامةٍ طامة ، وإن البلاء مُوَكَّلٌ بالمنطق ( [1] ) .
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن إبراهيم ( النخعي ) قال : قال عبد الله ( ابن مسعود ) : البلاء موكل بالقول ( [2] ) . وقد أحسن من قال :

لا تنطقنْ بمقالةٍ في مجلسٍ ... تخشى عواقبَها وكن ذا مَصْدقِ 
واحفظْ لسانكَ أن تقولَ فتبتلى ... إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ

ومن البلاء الحاصل بالقول : قول الشيخ البائس الذي عاده النبي  ؛ ففي صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ  دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ ، قَالَ : وَكَانَ النَّبِيُّ  إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ : " لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " ؛ فَقَالَ لَهُ : " لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " ، قَالَ : قُلْتَ طَهُورٌ ! كَلَّا ، بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ - أَوْ تَثُورُ ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ  : " فَنَعَمْ إِذًا " ( [3] ) .
ولمَّا نزل الحسين وأصحابه بكربلاء ، سأل عن اسمها ؛ فقيل : كربلاء ؛ فقال : كربٌ ، وبلاء ؛ فجرى ما جرى .
وفي ( تذكرة الحفاظ ) عن سليمان بن يسار قال : كنت أقسم نفسي بين ابن عباس وابن عمر ، فكنت أكثر ما اسمع ابن عمر يقول : لا أدري ؛ وابن عباس لا يرد أحدًا ، فسمعت ابن عباس يقول : عجبًا لابن عمر وردِّه الناس ، ألا ينظر في ما يشك ، فإن كانت مضت به سنة قال بها ، وإلا قال برأيه ! قال : فسمعت ابن عباس وسئل عن مسألة فارتج فيها ؛ فقال : البلاء موكل بالقول ( [4] ) .
ومن ذلك ما قاله المؤمل الشاعر في امرأة من الحيرة كان علقها ، قال :

شفَّ المُؤمِّلَ يومَ الحيرةِ النَّظرُ ... ليتَ المؤمِّلَ لم يُخلقْ لهُ بصرُ

فيقال : إنه رأى رجلاً في المنام قد أدخل إصبعيه في عينيه ، فأخرجهما ، وقال : هذا ما تمنيت ، فأصبح أعمى ([5] ) .
ومن ذلك قول مجنون بني عامر ( مجنون ليلى ) :

فلو كنتُ أعمى أخبطُ الأرضَ بالعصا ... أصمَّ فنادتْني أجبتُ المنادِيا

فعمي وصُمَّ ( [6] ) .
وعليه أنشدوا :

لا تمزحن بما كرهت فربما ... ضرب المزاح عليك بالتحقيق

وقال آخر :

لا تَنْطِقَنَّ بِمَا كَرهْتَ فَرُبَّمَا ... نَطَقَ اللِّسَانُ بِحَادِثٍ فَيَكُوَن

قال ابن الدورقي : اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد ، فحضرت صلاة ، فقدموا الكسائي يصلي ، فارتج عليه قراءة : ] قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [ فقال اليزيدي : قراءة : ]قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [ ترتج على قارئ الكوفة ؟! قال : فحضرت صلاة ، فقدموا اليزيدي ، فأرتج عليه في ( الحمد ) فلما سلم قال : 
احفظْ لسانكَ أن تقولَ فتبتلى ... إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ ([7] )
وفي ( محاسن التأويل ) للقاسمي عند قوله تعالى :  إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ  قال الناصر : ولقد صدقت هذه القصة المثل السائر ، وهو قولهم : ( البلاء موكل بالمنطق ) ، فإن يعقوب  قال أولاً في حق يوسف :  وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْب  [ يوسف : 13 ] ، فابتلي من ناحية هذا القول ؛ وقال ها هنا ثانيًا :  إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ  أي : تغلبوا عليه ؛ فابتلي - أيضًا - بذلك ، وأحيط بهم وغلبوا عليه ( [8] ) .
وفي ( الزهد ) لهناد عن إبراهيم ( النخعي ) قال : إني لأرى الشيء مما يعاب ، ما يمنعني من غيبته إلا مخافة أن أبتلى به ؛ ورواه وكيع في ( الزهد ) بلفظ : إني لأرى الشر أكرهه ، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به ( [9] ) .
روى أحمد والترمذي عَنْ عُقْبَةَ بن عَامِرٍ  قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " ( [10] ) .
رب كلمة قالت دعني
وقصة آية اللعان انه سأل لو وجد رجلا عند امرته فحصلىما سأل عنه
وقصة ملك العرب المنذر ابن المنذر لما قال له  رجل إذا ذبح رجلىاين يبلغ دمه من هذه الصخرة فذبحه وجرى الدم على الصخرة التي قال عنها
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه *** و ذو قرابته في الحي مسرور

أورد أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري هذا البيت في مساق حكاية هي من طرف الأعاجيب و عبر التجاريب، فروى بإسناده إلى هشام ابن الكلبي قال: عاش عبيد بن سرية الجرهمي ثلاثمائة سنة أدرك الإسلام فأسلم و دخل على معاوية -رضي الله عنه- بالشام فقال له معاوية: حدثني بأعجب ما رأيت، قال: مررت ذات يوم بقوم يدفنون ميتا لهم، فلما انتهيت إليهم اغرورقت عيناي بالدموع، فتمثلت بقول الشاعر

يا قلب إنك من أسماء مغرور *** فاذكر، و هل ينفعك اليوم تذكير

قد بحت بالحب ما تخفيه من أحد *** حتى جرت لك إطلاق محاضير

لست تدري، و ما تدري أعاجلها *** أدنى لرشدك أم ما فيه تأخير

فاستقدر الله خيرا و ارضين به *** فبينما العسر إذ دارت مياسير

و بينما المرء في الأحياء مغتبط *** إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير

يبكي الغريب عليه ليس يعرفه *** و ذو قرابته في الحي مسرور

فقال لي رجل: أتعرف من يقول هذا الشعر؟ قلت: لا، قال: إنّ قائله هذا الذي دفناه الساعة، و أنت الغريب الذي تبكي عليه و لست تعرفه، و هذا الذي سار عن قبره هو أمسّ الناس رحما به و أسرهم بموته، فقال معاوية لقد رأيت عجبًا فمن الميت؟ قال: عثير بن لبيد العذاري....

يقال: "إن البلاء موكل بالنطق"، حكى بعض الأدباء فقال: إنه اجتاز دار "الشريف الرضي" و هو لا يعرفها، فرأى دارًا ذهبت بهجتها، و أخلقت ديباجتها، و فيها رسوم تشهد لها بالنضارة، و حسن الثنا و الشارة،فوقف عليها متعجبا من ظروف الزمان و طوارق الحدثان، و تمثل بشعر خطر على خاطره و هو:

و لقد وقفت على ربوهم *** و طلولها بِيَدِ البلى نهب

فبكيت حتى ضج من لغب *** ضوي و لج بعذليَ الركب

و تلفت عيني فمذ خفيت *** عني الطلول تلفت القلب

فسمعه رجل صادفه فقال له: أتعرف قائل هذه الأبيات؟ قال: لا، قال : هذه الدار لصاحب هذه الأبيات و هو الشريف الرضي، فتعجب من حسن هذا الاتفاق

[1] - انظر ( مجمع الأمثال ) للميداني : 1 / 17 ، 18 ( 35 ) ؛ وقد روى القصة البيهقي في ( دلائل النبوة ) : 2 / 422 – 424 ، وابن حبان في ( السيرة ) ص 93 ، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) : 17 / 292 – 294 ، مع تغير في بعض الألفاظ لا يؤثر .

[2] - مصنف ابن أبي شيبة ( 25547 ) ، وهو في الزهد لهناد ( 1193 ) ؛ قال الألباني في ( السلسلة الضعيفة : 7 / 395 ) : ورجاله ثقات ، لكنه منقطع بين إبراهيم وابن مسعود ، إلا أنه قد قال إبراهيم : ( إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله ؛ فهو الذي سمعت ؛ وإذا قلت : قال عبد الله ؛ فهو عن غير واحد ) ؛ وعلى هذا فالإسناد صحيح .

[3] - البخاري ( 3420 ، 5332 ، 5338 ، 7032 ) .

[4] - انظر ( تذكرة الحفاظ ) للذهبي : 1 / 38 ، 39 .

[5] - المؤمل بن أميل المحاربي الكوفي ، والقصة في (فوات الوفيات ) : 4 / 176 ؛ والأغاني : 22 / 247 .

[6] - أورده الحموي في ( معجم الأدباء ) في ترجمة إسحاق بن مرار ؛ وانظر ( التيسير شرح الجامع الصغير ) : 1 / 885 .

[7] - انظر (معرفة القراء الكبار ) للذهبي : 1/ 124 . 

[8] - انظر ( محاسن التأويل ) للقاسمي عند الآية ( 66 ) من سورة يوسف .

[9] - انظر ( الزهد ) هناد رقم ( 1192 ) ، و( الزهد ) لوكيع ( 307 ) .

[10] - أحمد : 5 / 259 ، والترمذي ( 2406 ) وحسنه .

السبت، 5 ديسمبر 2015

رؤيا والد الشيخ الحصري

قبل خمسة وثلاثين سنة كانت وفاة الشيخ محمود خليل الحصري -رحمهﷲ- ومازلنا نسمع صوته الشجي يتلو القرآن الكريم !
الشيخ محمود خليل الحصري ، إسمه الحقيقي : محمود خليل السيد
كان والده خليل السيد يشتغل بصناعة الحصير ، فلُقِّب بالحُصري ، وكان كلما وجد مصلى بلا حصير ، أو بلى حصيره ، أو مفروشا بقش الأرز ، هرع إليه وفرشه بالحصير الجديد ،وكانت المصليات آنذاك تفرش بالحصير، حتى جاءته الرؤيا العجيبة !!
رأى عموده الفقري يتشكل ويتدلى عنقودا من العنب ، والناس تأتي جماعات جماعات ، يأكلون من عنقود العنب ، وعنقود العنب لا ينفد !!
ولما تكررت الرؤيا ذهب لأحد الشيوخ وقصها عليه ، فسأله الشيخ إن كان له ذرية ، قال ولدي محمود عمره عامان ، قال ألحقه بالأزهر ، يتعلم العلوم الشرعية ، فسوف يكون له شأن كبير ، وقد كان !!!!
وفعلاً ألحقه بالأزهر وختم محمود القرآن في عمر الثامنة،
وكان أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم برواية حفص عن عاصم،
وكان أول من رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي وفي قاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن، وأذن لصلاة الظهر في الأمم المتحدة.
توفي رحمه الله في ٢٤ نوفمبر سنة ١٩٨٠
ولا نزال نأكل من عنقود العنب ، وعنقود العنب لا ينفد!!!!
غفر الله لنا وله ورزقنا وإياكم ذرية طيبة ووفقنا لما يحب ويرضى.
اللهم امين 👐 https://www.youtube.com/watch?v=YnWY1DawO4c

السبت، 28 نوفمبر 2015

فضل الشهادة والشهيد

القتال تكرهه النفوس، ولكن النفوس المؤمنة تستلذه إذا كان في سبيل الله؛ لما فيه إحقاق الحق، ودفع الباطل، ورفع الظلم، وحفظ الأمة، وإقامة العدل، ولما فيه من الثواب العظيم، ورضوان الله، ومحبة الله. قالﷲﷻ‏:{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون¤فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
إنها اصطفاء وانتقاء للأفذاذ من البشر ليكونوا في صُحبة الأنبياء؛ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾
فالشهادة في سبيل الله درجةٌ عالية لا يهبها الله إلا لمن يستحقُّها؛ فهي اختيار من العليِّ الأعلى للصفوة من البشَر؛ ليعيشوا مع الملأ الأعلى؛ ﴿ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴾

وقال النبيﷺ عن فضل الشهادة والشهيد : «ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة». متفق عليه.
وقال ﷺ:«للشهيد عند الله سِتُّ خصال: يَغفر له في أول دُفعة من دمه، ويُرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر،، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُحلّى حلة الإيمان، ويُزوج من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين إنساناً من أقاربه»
وقالﷺ:«ما يجدُ الشهيد من مسِّ القتل إلا كما يجدُ أحدكم من مسِّ القرصة»
🌱همسة
‏عنْ أنسٍ رضي اللَّه عنْهُ قال
قال رسُولُ اللَّهِ ﷺ:

منْ طلَب الشَّهَادةَ صادِقاً أُعطيها ولو لم تُصِبْهُ .

رواه مسلم 1908
فاللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان واشف جرحاهم وتقبل شهداءهم .

الأحد، 22 نوفمبر 2015

كن مجانيّاً .. تكن ربّانيّاً
المجانيّة صفة من صفات الداعية
فالربح المادي لا يعني له الكثير
وهو يرنو ببصره لرضى مولاه ، فلا يطالب بأجر كل عمل يعمله لأنه يحتسب أجره عند ربه ويدخره ليوم يلقاه فيوفيهةحسابه
ومن أوفى بعده من الله فاستبشروا ببعيكم
موسى عليه السلام  خرج خائفا يترقب
ولما دخل المدينة بعد طول سفر ومشقة وجوع وخوف و....
كان أحوج ما يكون للطعام ، للمسكن ، للهدوء النفسي ، ومع ذلك لم يحرص على أخذ أجر لسقياه بنتي شعيب عليه السلام .. لأن الذي يطعمه ويسكنه ويهدّئ من روعه هو الله ، وقد رآه سبحانه عندما سقى للفتاتين .. هذا يكفي ..

" ثم تولى إلى الظل " بكل هدوء وسكينة ، دلالة على أنّه انتهى دوره ، سقى لهما ثم تولّى إلى الظل ، ما أجمل السعي في خدمة الآخرين بدون مقابل ، إنّها من أعظم خصال الإيمان

ثم تتولّى إلى الظل ..

إن أولئك المجّانيين ( من المجّانية ) ، يأخذون أكثر مما يعطون وهم لا يشعرون ، هذا قانون الله في مملكته ، لا تبديل لقانون الله ..
المجانيّ يأخذ الطمأنينة ، ويأخذ الرضا عن الذات ، ويأخذ الراحة النفسيّة ، ويأخذ الأجر من الله ، ويعوّضه الله بركة في رزقه ، وصحّة في جسده ، وصلاحاً في أولاده .. كل هذا وهو لا يشعر .. لأنّه تعامل مع الله ، لا مع الناس ..

هذا موسى، لم يكن يحلم بكل ما حصل عليه ، لقد سقى للفتاتين دون مقابل ، لم يكن يتاجر مع العالمين ، كان يتاجر مع رب العالمين .. فلم يمض كثير من الوقت حتى عادت إحداهما تمشي على استحياء تقول له : " إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا " ! جاءته المكافأة الدنيويّة فوق كل الأجور التي أتت من الله .. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً..

زراعة الخير فن ! وتحتاج إلى وقت لتثمر ! من المؤكد أنّ هاتين الفتاتين ليستا أوّل من يسقي لهما موسى ، ليستا أوّل من يسدي موسى لهما معروفا ، لقد قدم خدماته للكثير قبلهما !، من ناكري الجميل ، ومن المتجاهلين للمعروف .. هناك من دعا له، وهناك من أهمله ، بل وهناك من وقع موسى بسببه في ورطة " فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه فوكزه موسى ، فقضى عليه " ! ولكن موسى لا يأبه ، لأنّه يريد الأجر من الله ، لذلك كانت ثمرة هذا الخير المبذول أن وجد موسى عند شعيب عليه السلام ، العمل الشريف ، والمسكن الهادئ ، والزوجة الرضيّة .. وهل يريد الإنسان في حياته فوق هذه المطالب ؟ ثم بعد ذلك تأتيه الرسالة، نعم الرسالة شأنها عظيم ، ولن يصطفي الله لرسالته إلا الرجال الأفذاذ ، الرجال المتفانين ، يستحيل أن يصطفي رب العزّة لشرف الرسالة رجلاً متخاذلاً ، رجلاً جباناً ، رجلاً بخيلاً .. لا بد أن يكون النبيّ على خلق عظيم .. إذن تلك المجانيّة من أسباب اصطفائه رسولاً ، لأنّها دعامة من الدعامات الخلقيّة التي كان يتحلّى بها عليه السلام ..

من المؤكد أن الله تعالى لن يصطفيك لتكون نبيّاً لحسن خلقك ، أو مجانيّتك ، لأنّه لا نبيّ بعد محمد عليه الصلاة والسلام ، ولكن ثق أنّ حسن خلقك يؤهلك لنيل الشرف الديني والدنيوي ، لأن عالم السر والنجوى ينظر للخلْق فيختار أصفاهم " وربّك يخلق ما يشاء ويختار " فتهيّأ بالأعمال الصالحة لتكون صفيّ الله في شأن من الشؤون! الله أعلم بذلك الشأن ..

نافق وكن دجالاً كيفما شئت ! ولكن لن تنطلي حيلك على الله ، لذلك دائماً يقع المنافق في شر أعماله ، بقدر ما يبتسم للدنيا ، فإنّه يجد التقطيب منها .. لأن مقلب القلوب يعلم كل شيء عنه ، فلن تحب القلوب شخصاً يبغضه علام الغيوب !

أحدهم يحدّث بأنّه يتساهل في العادة مع البائعين في الريال والريالين ، فيقبض أضعاف ما يتساهل فيه، فصاحب المغسلة يغسل له بنصف القيمة ! وصاحب البقالة يتساهل معه، ويدينه إن لم يكن معه مالا ، يقول : ويكفيني الابتسامة والرضا والحب الذي أراه في ملامح البائعين ... إن كان سيكلفني ذلك الإحساس ريالين، فإنّي سأدفعهما دون تردد ، وأنا الرابح ..

إنّ الصبر والمداومة هما سرا قبول الله العمل ومباركته ، فلا تظن أنّك بأول بادرة مجانيّة ستجد المقابل ، ستأتيك إحداهما تمشي على استحياء ! المسألة ليست منطقيّة بالقدر الذي تظن ، إنّها إلهيّة أكثر منها منطقيّة ، بل لا تفكر بالمقابل ، فالتفكير فيه أوّل دليل على عدم الصدق ، كن شهماً وحسب ، كن رجلاً مثل موسى ، قدّم المعروف ثم تولّى إلى الظل .. قد تأتيك جائزة من الله في المرّة العاشرة أو العشرين يبلغ ثمنها كل ما قدّمت من مجانيّات ، وزيادة .. فالله خير وأبقى.

الجمعة، 20 نوفمبر 2015


«الملقوف» باللهجة الكويتية والخليجية، و«الحشري» باللهجة المصرية وعند بعض أهل الشام، يقصد بها الشخص الفضولي الذي يتدخل فيما لا يعنيه، فيسأل عن كل شيء ويُعلّق على كل شيء.

هذا الشخص تقابله في المجالس والعمل وفي الطريق عند الحوادث، وعبر وسائل التواصل.

يبدي رأيه وإن لم يُطلب منه، يسألك عن الطرف الآخر الذي كان معك على خط الهاتف من غير أن يكون له علاقة في الموضوع.

يُدافع عن بعض أخطاء الوزارات أو المسؤولين، وهو ليس طرفاً في القضية، أو مخولاً من قبل تلك الجهة، وليس له صفة كناطق رسمي باسمها!!

ينطبق عليه المثل الشعبي: «يدخّل عصّه بشيء ما يخصّه».

ونصيحتنا لهذه النوعية من البشر هي وصية النبي عليه الصلاة والسلام والتي يقول فيها: «من حسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعنيه».

إن تدخل الإنسان فيما لا يعنيه هو نوع من حرمان التوفيق من رب العالمين، فقد رُوِي عن الحسن قوله: «من علامة إعراض الله تعالى عن العبد، أن يشغله فيما لا يعنيه».

يُذْكر أن شاباً خرج مجاهداً مع النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة فقُتل، فقالت أُمّه: هنيئا لولدي الجنة - على اعتبار أنه قتل في المعركة مع الرسول - فقال لها عليه الصلاة والسلام: «ما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه»!!

وهنا لا بد من إيضاح مسألة تتعلق بمبدأ (عدم التدخل فيما لا يعنيك)، وهي أن يسير وفق الضوابط الشرعية، فإنكار المنكر لا يدخل في هذا المعنى، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بإنكار المنكر بحسب الاستطاعة (اليد - اللسان - القلب)، وكذلك الدفاع عن عرض أخيك المسلم في غيبته ففي الحديث:«من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة».

كما أن الحديث عن قضايا المسلمين والدفاع عن حقوقهم لا يدخل في هذا الباب أيضاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبّه المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.

إن التدخل فيما لا يعنيك قد يجلب لك نتائج لم تكن تتوقعها،وقد توقع نفسك في حرج أنت في غنى عنه، وقد تسمع كلاماً، كان الأولى بك لو حفظت كرامتك عنه، وفي المثل المصري «يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا ريحتها».

ويقول العرب في حِكَمِهم: «من تدخّل فيما لا يعنيه، سمع ما لا يرضيه».

فهل يُعدّل بعض الملاقيف طبعه ليحفظ كرامته.