حسين .. خذ هذي
زوج حاول إقناع زوجته بالزواج عليها
جَلَسَا سَويّاً واللّيالي مُقْمِرَة
يَتَغَازلانِ ويَأْكلانِ مُجَدَّرَة
قال الحَبيبُ مُمَازِحاً :
يا زوجتي إنِّي أَراكِ فَقيهة ً مُتَنوِّرَهْ
إنّ العُنُوسَة َ في البلادِ كثيرةٌ
وكبيرةٌ وخطيرةٌ ومُدمرة
ْولقَدْ وجدتُ اليومَ حَلاًّ رائعاً
لو تسمحينَ حبيبتي أنْ أَذْكُـرَهْ
قالت تفضّلْ يا حياتي إنّني
مَمْنونة ٌ لِمشورتي ومُقَدِّرة
فأنا لِمُشْكلةِ العُنُوسةِ عندنا
مَحْزونة ٌ وكئيبة ٌ ومُـكَدَّرة
قال الحبيب أيا ربيع العمر ما هذا ؟
كَـلامُ حَكيمةٍ ما أكبَـرَهْ !
لو أنَّ كُلَّ رجالِنا قـَدْ عَدَّدُوا
لمْ يَبْقَ مِنْ جِنْسِ النِّساءِ مُعَمّرَهْ
فإذا قَبِلْتِ بأَنْ أكـُونَ ضَحيّة ً
ونكونَ للأجيالِ شَمْساً نَيِّرَة
ْفلَئنْ رَضِيْتِ فإنَّ أجْــــــرَكِ طَيِّبٌ ***
فَجَزاءُ مَنْ تَرْضَى بِــــــذاكَ المَغْفِرَهْ !!
ضَحِكَتْ وقالتْ : يــــا رَفيقي إنَّه
رأيٌ جميــــــلٌ ، كيفَ ليْ أنْ أُنْكِرَهْ ؟!
عِنْدِي عَرُوسٌ لَقْـطَةٌ تَرْجُو لَها
رَجُلاً لِيَسْتُرَها الحيـــــــــاةَ وتَسْتُرَهْ
فإذا قَبِلْتَ بِها سَــــــأَخْطِبُها غَداً
قَبْــــــلَ الفَواتِ فإنّني مُتَـــــــــأَخِّرَه
ْهِيَ لا تُـــــريدُ مِنَ النُّقودِ مُقَدَّماً
لِلْمَهرِ ، أيضاً ، لا تُــــــريدُ مُؤَخَّرَهْ
فَتَنَهَّدَ الزَّوجُ المُغَفَّلُ قَـــــــائلا ً:
هذي الصّفاتُ الرّائعـــــــاتُ الخَيِّرَهْ !
قالتْ : ولــــكنَّ العَروسَ
قَعيدَةٌ سَوداءُ ، عَمْشاءُ العُيونِ مُخَتْيِرَهْ
وضَعيفةٌ في السَّمْعِ دَرْدَاءٌ لها
طَقْمٌ مِنَ الأسنــــــانِ مِثْلُ المِسْطَرَهْ
والشَّعْرُ يا زوجي العزيزَ مُنَشَّرٌ
مِثْلَ الخَرَيْس فلا تَسَلْ ما أنْشَرَهْ !
والأنْفُ .. قال مُقاطِعاً : ويلي ! كفى
هذي عَروسٌ زوجتي أمْ مَقْبَرَهْ ؟
فتخاصمَ الزَّوجانِ حتّى قَبَّعَتْ
ما بينهم نـــــــــــارُ الحُرُوبِ مُسَعَّرَه
ْواستيقظَ الجِيرانُ ليْلاً هَزَّهُمْ
صَوْتُ الصُّراخِ كــــــــــــأنَّه مُتَفَجِّرَهْ
ورَأَوْا أَثَـاثاً قدْ تَطَايَرَ في السَّمَا
صَحْناً ومِقْلاةً كـــذلك طنْجَرَة
كأساً وإبْريقاً ومِكْنَسَةً كذا
سَمِعُوا اسْتِغَاثَةَ صَــــارِخٍ مُتَجَبِّرَهْ
ذهبَ الزَّعيمُ إلى الدَّوامِ صَبِيْحَةً
لأنّه بطَلُ المعاركِ عنْتَرَهْ !
ما فِيْه إلاَّ فَشْخَةٌ في رَأْسِهِ
يَدُهُ إلى الكَتِفِ اليَمِيْــــــــنِ مُجَبَّرَهْ
وبِعَيْنِهِ اليُسْرَى مَلامِحُ كَدْمَة كُحْلِيَّةٍ ، وكَــــــذا الخُدُودُ مَهَبَّرَهة
وبِهِ رُضُوضٌ في مَفَاصِلِ جِسْمِهِ
لكأنما مَرَّتْ عليه مُجَنْزَرة
ومضَى يَقُصُّ على الرِّفَاقِ بأنَّ
قدْ حَطَّمَ الوَحْشَ المُخِيــفَ وكسَّرَهْ
ضَحِكُوا وقَدْ عَلِمُوا حَقيقةَ أمْرِهِ
تبّاً لقد جعلَ الرُّجـُولَةَ مَسْخَرة
عادَ الخَرُوف لزوجِه مستسلماً
ومُعاهِداً ألاّ يُعيدَ الثَّرْثَرَه
ْقالتْ : لعلَّكَ قد رأيتَ أنني
لِخلافِ آراءِ الحـَياةِ مُقدّرَهْ
لكنْ لَئِنْ كَرَّرْتَ رأيَكَ مـرَّةً
فلأجْعَلَنَّ حياةَ أهلِك مَرْمَرَة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق