رسالة عاجلة من اخواننا في سوريا إلى جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم:
أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ ... لا مدامعَكُمْ
أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ
بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ
مصارعَنا مصارعُكُمْ
يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكُمْ؟!
ألسنا إخوةً في الدين قد كنا.. وما زلنا
أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضكم: دعنا؟
أيُعجبكم إذا ضعنا؟
أيُسعدكم إذا جعنا؟
وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟
لنا نسبٌ بكم ـ والله ـ فوق حدودِ
هذي الأرض يرفعنا
وإنّ لنا بكم رحماً
ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم؟!
أليس مظلة التوحيد تجمعنا؟!
رأينا الدمع لا يشفي لنا صدرا
ولا يُبري لنا جُرحا
أتنتظرون أن نُمحى
أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا
سئمنا الشجب و (الردحا)
** ** **
أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت مدائننا
إذا هُدمت مساجدنا
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي يهتك الأعراض يعبث في دمي لعباً
وأنت تراقب المشهد
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيتَ هناك أهوالاً
رأيتَ الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
ولم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ؟!
ألم يُحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ
ألم يُخجِلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ
ألم يُغضِبك هذا الواقعُ المعجونِ بالهول ِ
وتَغضب عند نقصِ الملحِ في الأكلِ!!
** ** **
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت!
أم أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب
أو يشكو ويعترضُ
ومن تخشى؟!
هو الله الذي يُخشى
هو الله الذي يُحيي
هو الله الذي يَحمي
وأهل الأرض كل الأرض لا والله
ما ضروا ولا نفعوا، ولا رفعوا ولا خفضوا
ألم تنظر إلى الأطفال في درعا
عمالقةً قد انتفضوا
عمالقةً قد انتفضوا
تقول: أرى على مضضٍ
وماذا ينفع المضضُ؟!
أتنهض طفلة العامين غاضبة
وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟!
** ** **
ألم يهززك منظر طفلة ملأت
مواضع جسمها الحفرُ
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ
بظهر أبيه يستترُ
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً
وخرّ أبوه يُحتضرُ
متى من هذه الأحداث تعتبرُ؟
أخي في الله! تكفي هذه الكُرَبُ
رأيت براءة الأطفال كيف يهزها الغضبُ
وربات الخدور رأيتها بالدمّ تختضبُ
رأيت اهالي الشهداء كالأطفال تنتحبُ
وتُهتك حولك الأعراض في صلفٍ
وتجلس أنت ترتقبُ
** ** **
متى يا أيها الإعلام من غضب تبث دما؟
عقول الجيل قد سقمت
فلم تترك لها قيماً ولا هِمما
أتبقى هذه الأبواق يُحشى سمها دسما؟
** ** **
أخي في الله قد فتكت بنا علل
ولكن صرخة التكبير تشفي هذه العللا
فأصغ لها تجلجل في نواحي الأرض
ما تركت بها سهلاً ولا جبلا
تجوز حدودنا عجْلى
وتعبر عنوة دولا
تقضُّ مضاجع الغافين
تحرق أعين الجهلا
فلا نامت عيون الجُبْنِ
والدخلاءِ والعُمَلا
** ** **
دعوني أرفع التكبير في الدنيا
فهذا مطلع الفجرِ
لماذا أخنق الكلمات في جوفي
فما عذري ؟
أيا شام . معذرة
فقد جفّت مدامعنا
فقد صدئت مدافعنا
فقد نشفت منابعنا
أعيرونا مراضع تنجب الأشبال
قد عقمت مراضعنا
تقلُّبنا على الديباج يوجعُنا
أعيرونا من الإيمان حسن الظنّ ، شيئاً من دواء الجبنِ
أعيرونا لعل الله ينفعُنا
أجل يا حمص مشغولون في « هندامنا » العصري
وملء دفاتر التوفير أرقاماً
وعدّ الراتب الشهري
وقالوا: الموت يخطفكم وما عرفوا
بأن الموت أمنية بها مولودنا احتفلا
وأن الموت في شرف نطير له إذا نزلا
ونُتبعه دموع الشوق إن رحلا
فقل للخائف إن الجبن لن يمدد له أجلا
«هلا» بالموت للإسلام في حمص وفي درعا وفي شام
وألف هلا
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ ، {مُجْرِىَ السَّحَابِ}، سَرِيعَ الْحِسَابِ،{هَازِمَ الأَحْزَابِ} ، اللَّهُمَّ اهْزِمِ الظلمة ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ، {وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ} .
رَبَّنَا أعنّهم ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرْهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم، وامكُرْ لهم ولا تَمْكُرْ عَلَيهم ، واهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم، وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم .
وصل اللهم وسلم على رسول الله وآله وصحبه.